كنت أظن الحياة وردية

في الحقيقة وبكل أسف اللي حرق علم بلده بعد هزيمته في مجرد ماتش كورة ما تستبعدش انه يرمي السلاح في حالة ان بلده دخلت حرب.... والسبب في كده هو حكوماتنا الرشيدة اللي بمنهى البساطة استأصلت الوطنية من قلوب مواطنيها.....
لما المواطن يلاقي كرامته مهدورة في بلده....طبيعي وطنينته هتتأثر
لما أم تلاقي ضناها بيموت قدام عنيها لمجرد ان تمن الدواء كان غالي وملقتش حكومة توفر لها تمن علاج ابنها تبقى طبيعي وطنيتها هتتأثر
لما تلاقي ناس بتموت من الجوع والبرد والمرض يبقى طبيعي هتلعن حكومة وطنها
لما تفتقد الأمن في بلدك يبقى طبيعي مش هتحس انه وطنك
لما تذوق طعم الظلم وكل فرصك في النجاح تموت قدام عنيك لمجرد ان معندكش واسطة تساعدك يبقى على الوطنية السلام.....

ياسادة اللي حصل بعد الماتتش ده لازم ينبهنا لحاجة مهمة جداااااااااا ان في قنابل موقوتة مزروعة جوانا ووسطينا.....دولة سابت ولادها يغرقوا في البحر لما ضاقت عليهم الدنيا وطلعوا يسترزقوا من بره يبقى طبيعي مش هيبقى ليهم انتماء
دولة سابت ولادها تذوق الذل في بلاد بره سعيا ورا لقمة العيش يبقى طبيعي ضيعت انتمائهم ليها....

جايين دلوقتي يلوموا الناس؟؟؟؟
يا اخواننا مش عايزة حد ياخد كلامي على نحو غير تفاؤلي، بالعكس لازم نصدم نفسنا بالحقيقة علشان نعرف نواجهها....

الناس اللي حاربت وضحت في 73 دي اتربت صح على حب بلدها....جالهم عبد الناصر -اللي بغض النظر عن كل سلبيات عهده- الا انه كان محسسهم ان الفقير له ظهر في البلد دي عالأقل هيلاقي ياكل.... جالهم السادات اللي حسسهم ان البلد دي ليها كبير والفئات الضايعة هتلاقيها مكان.....
اللي حاربوا اتربوا صح، لكن للأسف الأجيال الحالية ملقتش اللي يربيها....لا مؤاخذة على التعبير بس ده الواقع....

طول ما في فقر وجوع ومرض وطموحات مكبوتة وناس بتذوق المر وشايفه حكوماتها بتاكل الشهد وعايشين في بروج عاتية، يبقى في قنابل موقوتة ضروري ننته ليها

ملحوظة مهمة نسيت أضيفها:
مرة أيام الدراسة -تقريبا وأنا في تانية كلية- كنت بحضر مؤتمر يحضره وزير التعليم العالي اللي كان وقتها الدكتور عمرو عزت سلامة -المؤتمر كان في جامعة القاهرة في نفس القاعة اللي أوباما ألقى فيها خطابه للعالم الإسلامي- وكان في نهاية المؤتمر فقرة من حق الطلبة يوجهوا كلام للوزير، وقتها كانت القاعة بها عدد مهووووول من طلبة كليات الجامعة، فطلبت حق الكلمة واتكلمت في بضعة نقاط حابة أتكلم عن أهمها قلته ما معناه "يادكتور الطلة مفتقدين أصول التربية الإسلامية ، بدل ما تلوموا الطلبة على انضمامهم لجماعات محظورة أو انضمامهم لتيارات متعصبة، ليه ما تبقاش الجامعة ووزارة التعليم العالي عموما مسئولة عن إعداد وتثقيف الطالب الجامعي بمبادىء دينه السمحة، يادكتور لو كانت الجامعة بتعغرس فينا قيم الإتقان والتسامح والسمو اللي بيشملها دينا، ما كناش شوفنا نماذج زي حسن بشندي-ده الطالب اللي كان مسئول عن حادث الأزهر لو تفتكروه-"
ونقطة تانية طلبت فيها ان تبقى في مادة مشتركة بين كل طلاب الكليات والجامعات تبقى بتتناول الدور الوطني والقومي وقلتله ساعتها "مينفعش لما اتناقش مع واحدة زميلتي في كلية طب عن قضية فلسطين تقولي أنا مليش في السياسة ..فلسطين مش سيلسة يا دكتور دي كيان إسلامي وعربي لازم يبقى الدفاع عنه والاهتمام بيه مغروس فينا"
بمنتهى الأمانة وبدون أي مبالغة القاعة اترجت بالتصفيق الحااااااااد لأن رأيي كان معبر عن رأي غالبية الطلبة....وكل اللي اتكلموا بعدي أثنوا على اقتراحي وضموا صوتهم لصوتي....

فعلا التربية ثم التربية ثم التربية هي العلاج