لعلك يوماً ما قرأت قصصاً وروايات، أو سمعتها من المذياع، ولكل منا
رحلة في طفولته مع أفلام الكارتون فرأى العشرات والمئات من القصص الحقيقية
والخيالية، فكم منها هز مشاعرنا إلى درجة اننا كنا نقلد الشخصية التي
تأثرنا بها.
فإذا كانت الحياة قصصاً وتجارب تُروى وخبرات نتناقلها .. فمَن الذي يكتب أهم وأخطر قصة بالنسبة لنا ..
وهي قصتنا نحن .. قصة حياتي .. وقصة حياتك .
كثيرون ممَن حولنا يُساهمون عمداً أو بغير عمد في كتابة قصة حياتنا، ولكن
في النهاية نبقى نحن المسؤولين عن إخراج هذه القصة وكتابتها بشكلها
النهائي كما نريد .
وإذا كان الإنسان اجتماعياً بطبعه، فإنه لا يستطيع أن ينعزل عن البشر، لا
بُد من المخالطة لكي يشعر بإنسانيته، ولأنه لا يستطيع الانعزال فلا مناص
من أن يتدخل الآخرون بأسلوب حياته وعلاقاته، ويتدخلون حتى في صياغة مشاعره
وأحاسيسه، وربما يؤثرون في خياراته وأهدافه سلباً وإيجاباً.
فالتدخل من الآخرين لا بُد منه، فكيف نستطيع أن نكتب مسيرة حياتنا ونوجهها
مع هذه التدخلات، كيف نستطيع إعادة صياغة الكثير من الفقرات السلبية التي
يقحمها الآخرون بين السطور ونحولها إلى عبارات ايجابية؟
ومهما كان عمق هذا التدخل فأنت بين خيارين لا ثالث لهما.
- إما أن تستسلم وتترك الآخرين ليكتبوا قصتك الوحيدة، والتي ستنتهي يوماً ما بغير إرادتك.
- وإما أن تأخذ قرارك الخطير .. بأنك الوحيد الذي له الحق بكتابة هذه القصة لأنها حياتك أنت، ولن يمكنك تعويضها إذا انتهت.
فإذا كنت من الصنف الأول .. سأروي لك قصتك:
ستعيش فصلاً من حياتك مكرهاً غير مختار (أو هكذا تظن).
سيبدأ بعدم قدرتك على اختيار الكلية التي تحبها (بسبب المعدل).
أو اختيار العمل الذي ترغب فيه (ليس لديك واسطة).
أو الزوجة التي تحلم بها (لا تستطيع توفير طلبات أهلها).
أو الدور الذي تتمنى أن تؤديه في الحياة (لم يحالفك الحظ) !!!
ثم يبدأ الفصل الثاني والذي تقارن فيه بين ما أنت عليه وما وصل إليه
الآخرون، فأنت أذكى من فلان، وقد كنت في المدرسة معه ودرجاتك أعلى من
درجاته ولكنه دخل كلية أفضل منك (لأن حظه كان جيداً في امتحانات
الإعدادية!!).
وأنت أكثر عبادة من فلان وتراعي الحلال والحرام في تعاملك، وهو لا يفعل
مثلك، ومع ذلك فحالته الاقتصادية أفضل منكوهكذا تستمر المقارنات.
ويبدأ الفصل الثالث عندما تقتنع أن كل ما يحدث لك، وكل ما يحدث حولك لا يد
لك فيه، والذنب ليس ذنبك، والخطأ ليس خطأك، لأن الزمان أعوج وفكر الناس
أهوج، وستحفظ من أقوال الحكماء والشعراء أدلة على ذلك، ألم يقل أحدهم:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم
وبقيت في خلف كجلد الأجرب
ألم يقل الآخر:
تموت الأسد في الغابات جوعاً
ولحم الضأن تأكله الكلاب
ورُبَّ عبد ينام على حرير
وسيد قوم مفارشه التراب
ويستمر الفصل إلى نهايته بهذه القناعات.
ويبدأ الفصل الأخير من قصتك حين يبدأ البطل (الذي هو أنت) بالبكاء على
الأطلال، والتأسف على الفساد الذي ظهر في البر والبحر بما كسبت أيدي
الناس، ولا يبقى إلا انتظار العذاب الذي سينزل على رؤوس الناس الذين لم
يقدروك ولم يضعوك في مكانك اللائق بك، والذين لم يسمعوا نصحك وتوجيهك
وكلامك الرفيع.
لقد أديت دورك وانتهى كل شئ وليس في الإمكان أحسن مما كان، سيقع الخراب ..
ولن يشملك بالطبع .. لأنه لا يد لك في كل هذه القصة، فلست الذي كتبتها
بهذه الصورة الكئيبة بل كتبها الآخرون لك، وعندما حاولت نصحهم وتنبيههم أن
قصتك هذه خطأ في خطأ لم يسمعوا لك وفرضوها عليك، فماذا تفعل أكثر من هذا؟؟
تفوض أمرك إلى الله وتنتظر الساعة ..
وتنتهي قصتك بانتهاء هذا الفصل الأخير بعد أن توقع عليها باسمك وتكتب تحت التوقيع .. (الكاتب الذي لم يكتب منها حرفاً واحداً).
وقبل أن أنهي رواية قصتك أذكرك بقوله تعالى: )بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى
نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ( القيامة:14-15.
أما إذا كنت من الصنف الثاني فسأروي لك فصول قصتك هكذا كما أتخيلها:
يبدأ الفصل الأول والذي ستساهم أنت جزئياً في كتابته.
قد لا تحصل على الكلية التي تريدها وتقبل في كلية لا ترغبها أصلاً، لا بأس
ستبحث عن بدائل تستطيع أن تتعامل معها بنجاح، قد تكون دراسة مسائية في
تخصص تحبه، أو كلية أدنى من كليتك ولكنك تحبها.
قد لا تحصل على العمل الذي تطمح إليه، ومع ذلك لن تترك الحزن والهم يغلبك
ستفكر كيف تنجح في عملك الحالي وقد تتغير نظرتك له بعد حين، وقد تلاقي فيه
من النجاح أكثر مما يمكن أن تحصل عليه في العمل الذي كنت تحلم به.
ربما تبحث كثيراً ولا تجد الزوجة بالمواصفات التي وضعتها، لن تيأس، ستدعو
الله عز وجل كثيراً وتستعين به وتستشير من تظن فيهم الحكمة وربما تتواضع
في شروطك وستحصل على ما تريد بإذن الله تعالى وأكثر.
ويبدأ الفصل الثاني بداية جميلة رائعة يتحقق فيها قول الحق تبارك وتعالى:
)مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم
بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ( النحل:97.
كل ما في هذا الفصل رائع جميل، نعم إن الحياة لا تخلو من منغصات ومشاكل
لأنها هكذا خلقت، ولأن الله تعالى أراد لنا أن نكدح فيها ونتعب، ولكنه كدح
لذيذ طيب سوف تستشعر فيه الأجر والثواب.
سيقابلك الناس بالسوء وتقابلهم بالإحسان لأنك أرفع منهم أخلاقاً.
سيأخذون حقك، ولكنك ستتنازل عن بعضه ليس عن خوف وجبن ولكن ترفعاً عن صغائر الأمور، لأنك خلقت لما هو أكبر.
سيتكلمون عليك، ولكنك ستكتب في هذا الفصل (عظموا أنفسكم بالتغافل).
ستبحث في هذا الفصل عن كل عبارة سيئة كتبها الآخرون لك (قد لا تستطيع
إلغاءها) ولكنك بالتأكيد تستطيع إعادة صياغتها من جديد لتجعلها تتناسق مع
الخير الأصيل الذي تكتب به قصتك كلها.
ستجد بقعة حبر لوثت صفحة من الصفحات (قد تكون سيئة أو ذنب ارتكبته أنت أو
ارتُكب بحقك)، إن لم تستطع إزالتها غطها بحبر أبيض من عمل صالح أو دعاء في
جوف الليل، ولن تزعجك بعد ذلك.
والفصل الأخير وما أدراك ما الفصل الأخير سيكون أكثر جمالاً ومتعة من
النهايات السعيدة التي نراها في الأفلام، إنك لن تختم قصتك في هذا الفصل
.. بل لن يكون لقصتك فصل أخير كباقي قصص الناس الآخرين .. لأن حياتك
السعيدة وعملك الصالح لن ينتهي، سيبقى ممتداً في ذريتك وطلابك وكل من
علمته وأفدته بكلمة أو نصح أو قدمت له خدمة، أو أعنته في مشكلة .
ستحكي في هذا الفصل لكل الناس أن الحياة جميلة تستحق أن تعاش ولكن في
مرضاة الله تعالى: )وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا *
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ(الطلاق: 2-3، وأن كل ما يحدث من
سوء ومشاكل فهي من صنع أيدينا وأفكارنا ولن يغيرها إلا نحن، عندما نقرر أن
نغير أفكارنا وأفعالنا.
نحن المسؤولون أولاً وآخراً: )إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ( الرعد:11.
ستحاول في هذا الفصل أن تثبت لقراء قصتك أننا المسؤولون عن الإصلاح في
الأرض كل الأرض نعمل ما نستطيع ونبذل الجهد وسنحقق ما نريد يوماً ما.
وستثبت للآخرين أن قصتك هذه قد كتبتها بنفسك ولم تدع أحداً يتدخل فيها
ويشوه عباراتها، نعم لقد سمحت للبعض أن يضيفوا عبارات جميلة إليها، أما
العبارات القبيحة فلا.
ولذلك ستوقع عليها بحبر جميل اللون، وتكتب اسمك بالخط العريض وتعدها للطباعة جاهزة تحت الطلب.
وإذا طبعت وعرضت عليك ستأخذها بيمينك بفرح وتقول لكل الناس: )هَاؤُمُ
اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ(
الحاقة: 19-20.
وستأخذها معك إلى )..عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ 21 فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ 22 قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ( الحاقة: 21-23.
ولأنك كتبت قصة سعيدة لحياتك .. سوف تستمتع بها في الدنيا والآخرة إن شاء
الله تعالى .. وستوصي إخوانك ومَن حولك أن يكتبوا مثلها وتعلمهم كيف
يكتبونها.
والآن .. لقد قرأت قصتين فأيهما تريد؟.. وأيهما أحب إليك؟
أرجو الآن أن تقرر مَن سيكتب قصة حياتك؟
أنت ؟
أم ستتركها للآخرين؟
منقـــــــــــــــــــــــول
رحلة في طفولته مع أفلام الكارتون فرأى العشرات والمئات من القصص الحقيقية
والخيالية، فكم منها هز مشاعرنا إلى درجة اننا كنا نقلد الشخصية التي
تأثرنا بها.
فإذا كانت الحياة قصصاً وتجارب تُروى وخبرات نتناقلها .. فمَن الذي يكتب أهم وأخطر قصة بالنسبة لنا ..
وهي قصتنا نحن .. قصة حياتي .. وقصة حياتك .
كثيرون ممَن حولنا يُساهمون عمداً أو بغير عمد في كتابة قصة حياتنا، ولكن
في النهاية نبقى نحن المسؤولين عن إخراج هذه القصة وكتابتها بشكلها
النهائي كما نريد .
وإذا كان الإنسان اجتماعياً بطبعه، فإنه لا يستطيع أن ينعزل عن البشر، لا
بُد من المخالطة لكي يشعر بإنسانيته، ولأنه لا يستطيع الانعزال فلا مناص
من أن يتدخل الآخرون بأسلوب حياته وعلاقاته، ويتدخلون حتى في صياغة مشاعره
وأحاسيسه، وربما يؤثرون في خياراته وأهدافه سلباً وإيجاباً.
فالتدخل من الآخرين لا بُد منه، فكيف نستطيع أن نكتب مسيرة حياتنا ونوجهها
مع هذه التدخلات، كيف نستطيع إعادة صياغة الكثير من الفقرات السلبية التي
يقحمها الآخرون بين السطور ونحولها إلى عبارات ايجابية؟
ومهما كان عمق هذا التدخل فأنت بين خيارين لا ثالث لهما.
- إما أن تستسلم وتترك الآخرين ليكتبوا قصتك الوحيدة، والتي ستنتهي يوماً ما بغير إرادتك.
- وإما أن تأخذ قرارك الخطير .. بأنك الوحيد الذي له الحق بكتابة هذه القصة لأنها حياتك أنت، ولن يمكنك تعويضها إذا انتهت.
فإذا كنت من الصنف الأول .. سأروي لك قصتك:
ستعيش فصلاً من حياتك مكرهاً غير مختار (أو هكذا تظن).
سيبدأ بعدم قدرتك على اختيار الكلية التي تحبها (بسبب المعدل).
أو اختيار العمل الذي ترغب فيه (ليس لديك واسطة).
أو الزوجة التي تحلم بها (لا تستطيع توفير طلبات أهلها).
أو الدور الذي تتمنى أن تؤديه في الحياة (لم يحالفك الحظ) !!!
ثم يبدأ الفصل الثاني والذي تقارن فيه بين ما أنت عليه وما وصل إليه
الآخرون، فأنت أذكى من فلان، وقد كنت في المدرسة معه ودرجاتك أعلى من
درجاته ولكنه دخل كلية أفضل منك (لأن حظه كان جيداً في امتحانات
الإعدادية!!).
وأنت أكثر عبادة من فلان وتراعي الحلال والحرام في تعاملك، وهو لا يفعل
مثلك، ومع ذلك فحالته الاقتصادية أفضل منكوهكذا تستمر المقارنات.
ويبدأ الفصل الثالث عندما تقتنع أن كل ما يحدث لك، وكل ما يحدث حولك لا يد
لك فيه، والذنب ليس ذنبك، والخطأ ليس خطأك، لأن الزمان أعوج وفكر الناس
أهوج، وستحفظ من أقوال الحكماء والشعراء أدلة على ذلك، ألم يقل أحدهم:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم
وبقيت في خلف كجلد الأجرب
ألم يقل الآخر:
تموت الأسد في الغابات جوعاً
ولحم الضأن تأكله الكلاب
ورُبَّ عبد ينام على حرير
وسيد قوم مفارشه التراب
ويستمر الفصل إلى نهايته بهذه القناعات.
ويبدأ الفصل الأخير من قصتك حين يبدأ البطل (الذي هو أنت) بالبكاء على
الأطلال، والتأسف على الفساد الذي ظهر في البر والبحر بما كسبت أيدي
الناس، ولا يبقى إلا انتظار العذاب الذي سينزل على رؤوس الناس الذين لم
يقدروك ولم يضعوك في مكانك اللائق بك، والذين لم يسمعوا نصحك وتوجيهك
وكلامك الرفيع.
لقد أديت دورك وانتهى كل شئ وليس في الإمكان أحسن مما كان، سيقع الخراب ..
ولن يشملك بالطبع .. لأنه لا يد لك في كل هذه القصة، فلست الذي كتبتها
بهذه الصورة الكئيبة بل كتبها الآخرون لك، وعندما حاولت نصحهم وتنبيههم أن
قصتك هذه خطأ في خطأ لم يسمعوا لك وفرضوها عليك، فماذا تفعل أكثر من هذا؟؟
تفوض أمرك إلى الله وتنتظر الساعة ..
وتنتهي قصتك بانتهاء هذا الفصل الأخير بعد أن توقع عليها باسمك وتكتب تحت التوقيع .. (الكاتب الذي لم يكتب منها حرفاً واحداً).
وقبل أن أنهي رواية قصتك أذكرك بقوله تعالى: )بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى
نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ( القيامة:14-15.
أما إذا كنت من الصنف الثاني فسأروي لك فصول قصتك هكذا كما أتخيلها:
يبدأ الفصل الأول والذي ستساهم أنت جزئياً في كتابته.
قد لا تحصل على الكلية التي تريدها وتقبل في كلية لا ترغبها أصلاً، لا بأس
ستبحث عن بدائل تستطيع أن تتعامل معها بنجاح، قد تكون دراسة مسائية في
تخصص تحبه، أو كلية أدنى من كليتك ولكنك تحبها.
قد لا تحصل على العمل الذي تطمح إليه، ومع ذلك لن تترك الحزن والهم يغلبك
ستفكر كيف تنجح في عملك الحالي وقد تتغير نظرتك له بعد حين، وقد تلاقي فيه
من النجاح أكثر مما يمكن أن تحصل عليه في العمل الذي كنت تحلم به.
ربما تبحث كثيراً ولا تجد الزوجة بالمواصفات التي وضعتها، لن تيأس، ستدعو
الله عز وجل كثيراً وتستعين به وتستشير من تظن فيهم الحكمة وربما تتواضع
في شروطك وستحصل على ما تريد بإذن الله تعالى وأكثر.
ويبدأ الفصل الثاني بداية جميلة رائعة يتحقق فيها قول الحق تبارك وتعالى:
)مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم
بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ( النحل:97.
كل ما في هذا الفصل رائع جميل، نعم إن الحياة لا تخلو من منغصات ومشاكل
لأنها هكذا خلقت، ولأن الله تعالى أراد لنا أن نكدح فيها ونتعب، ولكنه كدح
لذيذ طيب سوف تستشعر فيه الأجر والثواب.
سيقابلك الناس بالسوء وتقابلهم بالإحسان لأنك أرفع منهم أخلاقاً.
سيأخذون حقك، ولكنك ستتنازل عن بعضه ليس عن خوف وجبن ولكن ترفعاً عن صغائر الأمور، لأنك خلقت لما هو أكبر.
سيتكلمون عليك، ولكنك ستكتب في هذا الفصل (عظموا أنفسكم بالتغافل).
ستبحث في هذا الفصل عن كل عبارة سيئة كتبها الآخرون لك (قد لا تستطيع
إلغاءها) ولكنك بالتأكيد تستطيع إعادة صياغتها من جديد لتجعلها تتناسق مع
الخير الأصيل الذي تكتب به قصتك كلها.
ستجد بقعة حبر لوثت صفحة من الصفحات (قد تكون سيئة أو ذنب ارتكبته أنت أو
ارتُكب بحقك)، إن لم تستطع إزالتها غطها بحبر أبيض من عمل صالح أو دعاء في
جوف الليل، ولن تزعجك بعد ذلك.
والفصل الأخير وما أدراك ما الفصل الأخير سيكون أكثر جمالاً ومتعة من
النهايات السعيدة التي نراها في الأفلام، إنك لن تختم قصتك في هذا الفصل
.. بل لن يكون لقصتك فصل أخير كباقي قصص الناس الآخرين .. لأن حياتك
السعيدة وعملك الصالح لن ينتهي، سيبقى ممتداً في ذريتك وطلابك وكل من
علمته وأفدته بكلمة أو نصح أو قدمت له خدمة، أو أعنته في مشكلة .
ستحكي في هذا الفصل لكل الناس أن الحياة جميلة تستحق أن تعاش ولكن في
مرضاة الله تعالى: )وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا *
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ(الطلاق: 2-3، وأن كل ما يحدث من
سوء ومشاكل فهي من صنع أيدينا وأفكارنا ولن يغيرها إلا نحن، عندما نقرر أن
نغير أفكارنا وأفعالنا.
نحن المسؤولون أولاً وآخراً: )إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ( الرعد:11.
ستحاول في هذا الفصل أن تثبت لقراء قصتك أننا المسؤولون عن الإصلاح في
الأرض كل الأرض نعمل ما نستطيع ونبذل الجهد وسنحقق ما نريد يوماً ما.
وستثبت للآخرين أن قصتك هذه قد كتبتها بنفسك ولم تدع أحداً يتدخل فيها
ويشوه عباراتها، نعم لقد سمحت للبعض أن يضيفوا عبارات جميلة إليها، أما
العبارات القبيحة فلا.
ولذلك ستوقع عليها بحبر جميل اللون، وتكتب اسمك بالخط العريض وتعدها للطباعة جاهزة تحت الطلب.
وإذا طبعت وعرضت عليك ستأخذها بيمينك بفرح وتقول لكل الناس: )هَاؤُمُ
اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ(
الحاقة: 19-20.
وستأخذها معك إلى )..عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ 21 فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ 22 قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ( الحاقة: 21-23.
ولأنك كتبت قصة سعيدة لحياتك .. سوف تستمتع بها في الدنيا والآخرة إن شاء
الله تعالى .. وستوصي إخوانك ومَن حولك أن يكتبوا مثلها وتعلمهم كيف
يكتبونها.
والآن .. لقد قرأت قصتين فأيهما تريد؟.. وأيهما أحب إليك؟
أرجو الآن أن تقرر مَن سيكتب قصة حياتك؟
أنت ؟
أم ستتركها للآخرين؟
منقـــــــــــــــــــــــول
عدل سابقا من قبل مشتري الجنة في السبت أغسطس 01, 2009 4:26 am عدل 1 مرات
السبت يونيو 15, 2013 1:39 am من طرف doodybosy
» ريهـــ (حينما يتحدث القلب والعقل معا) ـــان
السبت مايو 12, 2012 1:50 am من طرف nagat
» فى حب رسول الله..بقلمى : دعاء أحمد
الجمعة نوفمبر 11, 2011 12:32 am من طرف دعاءاحمد
» فضفضة..........(فى حب الله)
الأربعاء أكتوبر 12, 2011 1:16 am من طرف rehan
» My empty house
الخميس أغسطس 18, 2011 10:24 pm من طرف rehan
» ناقش الي بعدك بسؤال
الأربعاء أغسطس 17, 2011 10:30 pm من طرف 7ob El-7iah
» عندما يتمثل الدين في الأنثى
الثلاثاء يوليو 26, 2011 11:48 pm من طرف rehan
» حلوه بلادي
الإثنين يوليو 25, 2011 2:55 am من طرف rehan
» يامن تقول أحب محمدا............
الثلاثاء يوليو 19, 2011 7:52 pm من طرف rehan
» ادخل طمنا عملت ايه فى الامتحان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الإثنين يوليو 18, 2011 2:43 pm من طرف rehan