عمي إسحاق والشيخ علام....

عمي إسحاق...
زمان لما كنا صغيرين، كان لينا واحد جارنا في نفس العمارة اسمه "عمو إسحاق" وكانت أسرته "المسيحية" مكونة من فردين غيره: ابنه ماجد، وطنط أم ماجد....
في البداية كطفلة كنت مش بحب عمو إسحاق قوي وكنت أحيان بخاف منه علشان هو مش مسلم، لكن لما بابا علمني وفهمني ان اسمه زي اسم سيدنا إسحاق (ابن سيدنا إبراهيم وأخو سيدنا إسماعيل وأبو سيدنا يعقوب وجد سيدنا يوسف) فبدأت أحبه لأن اسمه زي اسم سيد من أسيادنا ونبي من أنبياء الله....وده معناه انه بيؤمن بالأنبياء.... وكمان علمني أبويا إن ربنا مش بينهانا عن التعامل مع الناس اللي مش من ديننا طالما مش بيحاربونا في الدين...
صحيح أسرة "عمو إسحاق" كانت منغلقة على نفسها شوية...لكن مكنش بيمر عيد من أعيادنا إلا و"طنط أم ماجد" بتطلع تعيد علينا وعلى كل سكان العمارة، وإحنا بدورنا كنا بننزلها طبق كحك وبسكويت وبيتي فور وغريبة وشيكولاتة (حلويات العيد يعني) وهي كمان في عيدها كان الناس بتزورها وتعيد عليها وهي تطلع لنا برضو حلويات عيدهم...
عمر ما حد مننا ولا من الجيران حصلت بينه وبين عمو إسحاق وأسرته أي مشكلة...كان بيجمعنا شعور متبادل بالمحبة والاحترام.....

الشيخ علام....
ده كان الشيخ المعين من قبل وزارة الأوقاف لإمامة المسجد الوحيد اللي كان في المدينة اللي كنا ساكنين فيها...رجل وقور جدا لم أره يوما إلا وهو يرتدي زي الأزهر الشريف (زي شيك جدا مكون من الجبة والقفطان والطاقية الحمراء الملفوفة بعمامة ناصعة البياض)....
ورغم أني لم أتعامل قط مع هذا الشيخ الوقور –لصغر سني حينها- إلا أن احترام الشيوخ ورجال الدين ومهابتهم وتعظيم قدرهم قد غُرس في أعماق قلبي من سمت هذا الرجل....رجل له رأي صائب، يحترمه الجميع، حسن المظهر وطيب الكلام، قريب من الله، يحب الله ويهابه، يحرص على الأخذ بيد من حوله للجنة ....هكذا هي صورة الشيخ التي تلعقت في ذهني....أحيان كتير وأنا طفلة كنت بحس إن أسرة الشيخ علام-واللي كانوا جيراننا في نفس المدينة برضو- هيدخلوا الجنة "حدف" ...

التعامل بود واحترام مع كل الناس حتى مع ممن هم على غير ملتي...
توقير الشيوخ ورجال الدين واحترامهم وتعظيم قدرهم...
خصلتان أعتقد ان عدم اهتمام آباء هذا العصر بغرسها في أبنائهم هو السبب في كثير مما نعانية من مشاكل