السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل فكرت يومًا أن تقيِّم نفسك؟ هل فكرت أن تغير من أخلاقك، فتزيد رصيدك منالخُلق الحسن، وتتخلى عن الأخلاق السيئة؟ إذا كنت قد فعلت ذلك، فهنيئًا لك، وإذا لمتكن قد فعلت فابدأ من الآن، واختر أخلاقك بنفسك.
كيف نكتسب الأخلاق الحميدة ؟
هناك عدد من الوسائل التي تعين على اكتساب الأخلاق الحسنة، وبالتالى تحقيقالسعادة والنجاح،
وأولها:
-الإيمان الحق، والقرب من الله تعالى؛ فهذا منبع الأخلاق الحميدة، فبه تزكىالنفوس ويتهذب السلوك.
-مجالسة ومصاحبة أصحاب الخُلق الحسن؛ فإن للأصحاب أثرًا كبيرًا في سلوكالإنسان، ولذلك قيل:
عن المرء لا تسل وسل عنقرينه فكـل قريـن بالمقـارن يقتـدى
-محاسبة النفس:فقد خُلقت أمارة بالسوء، نزاعة للشر، فعاتِب نفسك وحاسبها،وقُدها ولا تنقَد لها، والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع، وإن تفطمهينفطم.
-قراءة سير السلف الصالح:فإنها من الأسباب المعينة على التخلق بالأخلاق الحسنة،فالحديث عن العلماء ومحاسنهم فيه آدابهم وأخلاقهم، وقد اتفق علماء النفس والتربيةعلى أن القصص والأخبار والسير من أقوى عوامل التربية.
-الدعاء، وهو من أعظم الأسباب الموصلة إلى محاسن الأخلاق.
فإذا لم يكـنعون مـن الله للفتى فـأول ما يجنى عليـه اجتهـاده
وقد كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسأل الله تعالى أن يهديه لأحسن الأخلاق،إن الإنسان يستطيع اكتساب ما يريده من الأخلاق الفاضلة المحمودة، فاختر منها ماتحب، واستعن بالله، وجاهد نفسك لتحقق ما تريد.
ويوضح الأستاذ طارق درويش -مدير مركز إشراقات للتنمية البشرية -أن الأخلاق تمثلسلوك ما اعتاد الشخص عليه، سواء كانت أخلاقًا حميدة، أم ذميمة، ومن ناحية أخرىيمكننا القول:إنها العادات السلوكية التي يواظب عليها الشخص.ولو تأملنا في الآلياتالتي تكون العادات؛ نجد أن الأمر يبدأ بفكرة ما يفكر فيها الشخص، وعندما يكثرالتفكير يتحول الأمرإلى إحساس، فيترجم إلى سلوك ما، وعندما يتكرر هذا السلوك فإنهيصبح عادة.
ويعتبر مجموع عادات الشخص هو شخصيته التى تحقق نتائج ما، فى حين أن تلك النتائجسواء كانت إيجابية أو سلبية هي المرآة التي تعكس مصير الشخص من نجاح أو فشل، وممايؤكد ذلك هو سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ ،فبمجرد تغييرأفكارهم ومعتقداتهم وجه كل طاقاتهم إلى البناء والإبداع في إطارالخيرفي ضوء وضوح الهدف، وبذلك حولهم من عشائر متفرقة سلبية هدامة، إلى فريق عملفعال قاد الدنيا في أقل من عشرين عامًا بسبب هذا التغييرفي الإدراك الذي خلق سلوكًاوعادات جديدة، وبالتالي نتائج مختلفة.
ويضيف أ.طارق أن تكوُّن العادات لدى الإنسان يحدث نتيجة ارتباط سلوكه وعاداتهبالسعادة أو الألم، فلو ارتبط سلوك ما في ذهن الشخص بالسعادة، فإنه يعتاد عليه حتىلو كان في غير مصلحته كالذين يدخنون مثلاً ظنًا منهم أن ذلك يحقق التركيز أوالنشوة، رغم أن الحقيقة عكس ذلك.
ومن ناحية أخرى؛ فإن الإنسان عندما يرتبط شيء ما في ذهنه بالألم، فإنه يبتعد عنهحتى لو كان في مصلحته -مثل الشخص الذي ترتبط في ذهنه صلاة الفجربالألم والحرمان منمتعة النوم، فإنه هنا لا يستطيع المداومة عليها لأيام كثيرة، لكنه لو مارس ما نسميهفي علوم التنمية البشرية (التخيل الابتكاري)، فإنه يستطيع تحويل إدراكه من الألمإلى السعادة، وبذلك يمكنه المداومة على صلاة الفجر.
ولتوضيح ذلك أكثر؛ فإن الفرد مثلاً يستطيع أن يقتطع جزءًا من يومه ويجلس منفردًامتأملاً في رضا الله، وما يمكن أن يجلبه إليه من سعادة دنيوية تنعكس علىمظاهرالتوفيق في المواقف المختلفة، كما أنه يمكنه أن يتخيل نعيم الجنة ومظاهره التيذكرت في القرآن الكريم، وبذلك فهو يصنع في خياله صورة ذهنية لنفسه، وهو ينعم بمظاهررضوان الله، هنا يتحول ربطه لصلاة الفجر بالألم إلى ربط آخر بالسعادة، وهنا ينجح فيالحفاظ عليها.
قس على ذلك كافة العادات السلبية، حيث تجدها إما مرتبطة في ذهن الفرد بجلب منفعةما، أو بدفع ألم ما محتمل فيعتاد الفرد على ذلك، مثلاً:قد يرتبط بالذهن أن السلبيةوعدم المبادرة أو عدم إبداء الرأى يحقق نجاة من الألم الناشئ عن انتقاد الآخرين لهفيلتزم السلبية،مثال آخر:قد يرتبط (عدم تقدير الآخرين)في ذهنه بمنعكس، وهو التفوقأو الانتصارفي حالة التقليل من شأن الآخرين.
ولعلاج ذلك لا بد أن يتم التغيير داخليًا، أي داخل الفرد نفسه، أي تغيير ارتباطتلك العادات السيئة بجلب السعادة، أو دفع الألم إلى العكس، مثال:ربط السلبية ذهنيًابعدم تحقيق الأهداف، وبالتالي الفشل، ومن ثم مظاهر الإحساس بالفشل من اكتئابوحزن...إلخ، مع ربط الإيجابية بمظاهر السعادة المختلفة مثل تحقيق الأهداف ونهوضالأمة، وبالتالي مظاهر الانتصار والشعور بالتوفيق والعزة، وكذلك الرخاء الماديالدنيوي، وأيضًا تخيل كيف يذكرنا التاريخ مع الناجحين بالإضافة إلى نعيم الله فيالجنة.
ومن هنا تنمو الرغبة داخليًا للتغيير فيظهر ذلك على السلوك، وعندما يتكرر السلوكيتحول إلى عادات جديدة بناءة تؤتي نتائج إيجابية، وهنا يحدث التغييرالمنشود داخلالفرد فينعكس على المجتمع المحيط.
ثمار الأخلاق
-حين يصاب مجتمع بالشلل الأخلاقي؛ فإنه يفقد فاعليته العقلية والاجتماعية، معأن إمكاناته الحضارية قد تكون في نمو وتوسع.
-تضبط سلوك الفرد من الداخل؛ فالخلق الكريم يمنع صاحبه من الإضرار بنفسه أوبمجتمعه.
-إن أعظم المعارك يتم خوضها وحسمها داخل النفس، ففيها تصنع الانتصارات والهزائمالكبرى، وأساس النجاحات الشخصية نجاح خلقي في المقام الأول.
-الأخلاق سبب للسعادة في الدنيا، فصاحب الخُلق الحسن يحب الناس ويحبونه، ويتمكنمن إرضاء الناس فتلين له المصاعب وينجح في أعماله ووظائفه ويترقى بسببها لأعلىالدرجات.
-حُسن الخُلق سبب لأعلى الدرجات في الآخرة، ففي حديث النبي صلى الله عليه وسلمأقربكم منى مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، الموطئون أكنافًا، الذين يألفونويؤلفون)، وما من شيء أثقل في ميزان العبد من حُسن الخُلق.
-حُسن الخُلُق سبب لصلاح المجتمع وسعادته، بل هو من أهم عوامل قوة الأمة ورفعتها، كما أن انتشار الأخلاق الذميمة في مجتمع ما سبب لفساده وانهياره، والباحثون يعدون العامل الأخلاقي عامل نمو وحفاظ على الحضارات
__________________
هل فكرت يومًا أن تقيِّم نفسك؟ هل فكرت أن تغير من أخلاقك، فتزيد رصيدك منالخُلق الحسن، وتتخلى عن الأخلاق السيئة؟ إذا كنت قد فعلت ذلك، فهنيئًا لك، وإذا لمتكن قد فعلت فابدأ من الآن، واختر أخلاقك بنفسك.
كيف نكتسب الأخلاق الحميدة ؟
هناك عدد من الوسائل التي تعين على اكتساب الأخلاق الحسنة، وبالتالى تحقيقالسعادة والنجاح،
وأولها:
-الإيمان الحق، والقرب من الله تعالى؛ فهذا منبع الأخلاق الحميدة، فبه تزكىالنفوس ويتهذب السلوك.
-مجالسة ومصاحبة أصحاب الخُلق الحسن؛ فإن للأصحاب أثرًا كبيرًا في سلوكالإنسان، ولذلك قيل:
عن المرء لا تسل وسل عنقرينه فكـل قريـن بالمقـارن يقتـدى
-محاسبة النفس:فقد خُلقت أمارة بالسوء، نزاعة للشر، فعاتِب نفسك وحاسبها،وقُدها ولا تنقَد لها، والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع، وإن تفطمهينفطم.
-قراءة سير السلف الصالح:فإنها من الأسباب المعينة على التخلق بالأخلاق الحسنة،فالحديث عن العلماء ومحاسنهم فيه آدابهم وأخلاقهم، وقد اتفق علماء النفس والتربيةعلى أن القصص والأخبار والسير من أقوى عوامل التربية.
-الدعاء، وهو من أعظم الأسباب الموصلة إلى محاسن الأخلاق.
فإذا لم يكـنعون مـن الله للفتى فـأول ما يجنى عليـه اجتهـاده
وقد كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسأل الله تعالى أن يهديه لأحسن الأخلاق،إن الإنسان يستطيع اكتساب ما يريده من الأخلاق الفاضلة المحمودة، فاختر منها ماتحب، واستعن بالله، وجاهد نفسك لتحقق ما تريد.
ويوضح الأستاذ طارق درويش -مدير مركز إشراقات للتنمية البشرية -أن الأخلاق تمثلسلوك ما اعتاد الشخص عليه، سواء كانت أخلاقًا حميدة، أم ذميمة، ومن ناحية أخرىيمكننا القول:إنها العادات السلوكية التي يواظب عليها الشخص.ولو تأملنا في الآلياتالتي تكون العادات؛ نجد أن الأمر يبدأ بفكرة ما يفكر فيها الشخص، وعندما يكثرالتفكير يتحول الأمرإلى إحساس، فيترجم إلى سلوك ما، وعندما يتكرر هذا السلوك فإنهيصبح عادة.
ويعتبر مجموع عادات الشخص هو شخصيته التى تحقق نتائج ما، فى حين أن تلك النتائجسواء كانت إيجابية أو سلبية هي المرآة التي تعكس مصير الشخص من نجاح أو فشل، وممايؤكد ذلك هو سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ ،فبمجرد تغييرأفكارهم ومعتقداتهم وجه كل طاقاتهم إلى البناء والإبداع في إطارالخيرفي ضوء وضوح الهدف، وبذلك حولهم من عشائر متفرقة سلبية هدامة، إلى فريق عملفعال قاد الدنيا في أقل من عشرين عامًا بسبب هذا التغييرفي الإدراك الذي خلق سلوكًاوعادات جديدة، وبالتالي نتائج مختلفة.
ويضيف أ.طارق أن تكوُّن العادات لدى الإنسان يحدث نتيجة ارتباط سلوكه وعاداتهبالسعادة أو الألم، فلو ارتبط سلوك ما في ذهن الشخص بالسعادة، فإنه يعتاد عليه حتىلو كان في غير مصلحته كالذين يدخنون مثلاً ظنًا منهم أن ذلك يحقق التركيز أوالنشوة، رغم أن الحقيقة عكس ذلك.
ومن ناحية أخرى؛ فإن الإنسان عندما يرتبط شيء ما في ذهنه بالألم، فإنه يبتعد عنهحتى لو كان في مصلحته -مثل الشخص الذي ترتبط في ذهنه صلاة الفجربالألم والحرمان منمتعة النوم، فإنه هنا لا يستطيع المداومة عليها لأيام كثيرة، لكنه لو مارس ما نسميهفي علوم التنمية البشرية (التخيل الابتكاري)، فإنه يستطيع تحويل إدراكه من الألمإلى السعادة، وبذلك يمكنه المداومة على صلاة الفجر.
ولتوضيح ذلك أكثر؛ فإن الفرد مثلاً يستطيع أن يقتطع جزءًا من يومه ويجلس منفردًامتأملاً في رضا الله، وما يمكن أن يجلبه إليه من سعادة دنيوية تنعكس علىمظاهرالتوفيق في المواقف المختلفة، كما أنه يمكنه أن يتخيل نعيم الجنة ومظاهره التيذكرت في القرآن الكريم، وبذلك فهو يصنع في خياله صورة ذهنية لنفسه، وهو ينعم بمظاهررضوان الله، هنا يتحول ربطه لصلاة الفجر بالألم إلى ربط آخر بالسعادة، وهنا ينجح فيالحفاظ عليها.
قس على ذلك كافة العادات السلبية، حيث تجدها إما مرتبطة في ذهن الفرد بجلب منفعةما، أو بدفع ألم ما محتمل فيعتاد الفرد على ذلك، مثلاً:قد يرتبط بالذهن أن السلبيةوعدم المبادرة أو عدم إبداء الرأى يحقق نجاة من الألم الناشئ عن انتقاد الآخرين لهفيلتزم السلبية،مثال آخر:قد يرتبط (عدم تقدير الآخرين)في ذهنه بمنعكس، وهو التفوقأو الانتصارفي حالة التقليل من شأن الآخرين.
ولعلاج ذلك لا بد أن يتم التغيير داخليًا، أي داخل الفرد نفسه، أي تغيير ارتباطتلك العادات السيئة بجلب السعادة، أو دفع الألم إلى العكس، مثال:ربط السلبية ذهنيًابعدم تحقيق الأهداف، وبالتالي الفشل، ومن ثم مظاهر الإحساس بالفشل من اكتئابوحزن...إلخ، مع ربط الإيجابية بمظاهر السعادة المختلفة مثل تحقيق الأهداف ونهوضالأمة، وبالتالي مظاهر الانتصار والشعور بالتوفيق والعزة، وكذلك الرخاء الماديالدنيوي، وأيضًا تخيل كيف يذكرنا التاريخ مع الناجحين بالإضافة إلى نعيم الله فيالجنة.
ومن هنا تنمو الرغبة داخليًا للتغيير فيظهر ذلك على السلوك، وعندما يتكرر السلوكيتحول إلى عادات جديدة بناءة تؤتي نتائج إيجابية، وهنا يحدث التغييرالمنشود داخلالفرد فينعكس على المجتمع المحيط.
ثمار الأخلاق
-حين يصاب مجتمع بالشلل الأخلاقي؛ فإنه يفقد فاعليته العقلية والاجتماعية، معأن إمكاناته الحضارية قد تكون في نمو وتوسع.
-تضبط سلوك الفرد من الداخل؛ فالخلق الكريم يمنع صاحبه من الإضرار بنفسه أوبمجتمعه.
-إن أعظم المعارك يتم خوضها وحسمها داخل النفس، ففيها تصنع الانتصارات والهزائمالكبرى، وأساس النجاحات الشخصية نجاح خلقي في المقام الأول.
-الأخلاق سبب للسعادة في الدنيا، فصاحب الخُلق الحسن يحب الناس ويحبونه، ويتمكنمن إرضاء الناس فتلين له المصاعب وينجح في أعماله ووظائفه ويترقى بسببها لأعلىالدرجات.
-حُسن الخُلق سبب لأعلى الدرجات في الآخرة، ففي حديث النبي صلى الله عليه وسلمأقربكم منى مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، الموطئون أكنافًا، الذين يألفونويؤلفون)، وما من شيء أثقل في ميزان العبد من حُسن الخُلق.
-حُسن الخُلُق سبب لصلاح المجتمع وسعادته، بل هو من أهم عوامل قوة الأمة ورفعتها، كما أن انتشار الأخلاق الذميمة في مجتمع ما سبب لفساده وانهياره، والباحثون يعدون العامل الأخلاقي عامل نمو وحفاظ على الحضارات
__________________
السبت يونيو 15, 2013 1:39 am من طرف doodybosy
» ريهـــ (حينما يتحدث القلب والعقل معا) ـــان
السبت مايو 12, 2012 1:50 am من طرف nagat
» فى حب رسول الله..بقلمى : دعاء أحمد
الجمعة نوفمبر 11, 2011 12:32 am من طرف دعاءاحمد
» فضفضة..........(فى حب الله)
الأربعاء أكتوبر 12, 2011 1:16 am من طرف rehan
» My empty house
الخميس أغسطس 18, 2011 10:24 pm من طرف rehan
» ناقش الي بعدك بسؤال
الأربعاء أغسطس 17, 2011 10:30 pm من طرف 7ob El-7iah
» عندما يتمثل الدين في الأنثى
الثلاثاء يوليو 26, 2011 11:48 pm من طرف rehan
» حلوه بلادي
الإثنين يوليو 25, 2011 2:55 am من طرف rehan
» يامن تقول أحب محمدا............
الثلاثاء يوليو 19, 2011 7:52 pm من طرف rehan
» ادخل طمنا عملت ايه فى الامتحان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الإثنين يوليو 18, 2011 2:43 pm من طرف rehan