مرحبا بك عزيزي الزائر اذا كنت تريد ان ترضي الله وتعمل الخير انضم الى الصحبه الحلوه في جمعية الرحمه الخيريه وشعارنا نلتقي على باب الجنه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مرحبا بك عزيزي الزائر اذا كنت تريد ان ترضي الله وتعمل الخير انضم الى الصحبه الحلوه في جمعية الرحمه الخيريه وشعارنا نلتقي على باب الجنه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شبابنا قدموا أروع انجاز حصل في قرية العراقية في القافلة الطبية الخامسة
ملاحظة/ المنتدي يحتاج الي المتصفح الموزيلا حتي يعمل بشكل صحيح ..... للتحميل اضغط هنا

+4
7ob El-7iah
shimaa
حور الدنيا
salah
8 مشترك

    *الله يعرفهم*

    avatar
    salah
    كبار الشخصيات
    كبار الشخصيات


    عدد الرسائل : 345
    نقاط : 198
    تاريخ التسجيل : 25/10/2008
    السٌّمعَة : 10

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف salah الجمعة نوفمبر 07, 2008 3:14 pm

    تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :


    منذ فتره
    ليست بقصيرة تراودني فكره هي أن هناك
    من صحابة رسولنا صلى الله عليه وسلم من لا يعرفهم بعضنا ربما
    لأنهم لم تكثر روايتهم لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم أو لغيرها
    من الأسباب
    لهم موقف أو اثنين في التاريخ الإسلامي ولكنه من
    المواقف العظيمة التي نتعلم منه الكثير
    وعندما طلبت من شيماء في موضوع " صناع
    تاريخنا.........اللي احنا منعرفهمش "
    - الذي يبدوانه لا يقراه غيري انا وشيماء و ريهان- أن نتعرف علي الصحابة الذين نجهل عنهم
    الكثير لجهلنا شجعتني علي بدء هذا المشروع الذي أجلته كثيرا

    وقال صلي الله عليه وسلم
    " ربّ أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له, لو أقسم على الله لأبرّه,"

    وسال احد القادة عند انتهاء المعركة رجاله ...من تفقدون من الرجال ؟
    فقال رجاله نفقد فلانا وفلان وفلان ورجالا لا نعرفهم فبكى القائد وقال :
    "إن كنا لا نعرفهم فالله يعرفهم "


    ومنهم هذا الصحابي الجليل:
    ( جليبيب)

    وله قصة مشهورة ولكن بعضنا لم يسمع بها

    قال أنس رضي الله عنه : كان رجل من أصحاب رسول
    الله صلى الله عليه وسلم يقال له : جليبيب في وجهه دمامة ..
    فعرض عليه رسول الله التزويج .. فقال : إذا تجدني كاسداً ..
    فقال
    : غير أنك عند الله لست بكاسد ..
    فلم
    يزل النبي صلى الله عليه وسلم يتحين الفرص لتزويج جليبيب ..
    حتى
    جاء رجل من الأنصار يوماً يعرض ابنته الثيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ليتزوجها
    .. فقال صلى الله عليه وسلم : نعم يا فلان .. زوجني ابنتك
    ..
    قال
    : نعم ونعمين .. يا رسول الله ..
    فقال
    صلى الله عليه وسلم : إني لست أريدها لنفسي .. قال : فلمن ؟ قال : لجليبيب
    ..
    قال
    : جليبيب !! يا رسول الله !! حتى استأمر أمها ..
    فأتى
    الرجل زوجته فقال : إن رسول الله يخطب ابنتك ..
    قالت
    : نعم .. ونعمين .. زوِّج رسول الله صلى الله عليه وسلم .. قال : إنه ليس يريدها لنفسه ..
    قالت : فلمن ؟ قال : يريدها لجليبيب ..
    قالت
    : حلقى لجليبيب .. لا لعمر الله لا أزوج جليبيباً .. وقد منعناها فلاناً وفلاناً ..
    فاغتم أبوها لذلك .. وقام ليأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ..
    فصاحت
    الفتاة من خدرها بأبويها : من خطبني إليكما ؟
    قالا
    : رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
    قالت
    : أتردان على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ؟ ادفعاني إلى رسول الله صلى الله عليه
    وسلم .. فإنه لن يضيعني .. فكأنما جلَّت عنهما ..
    فذهب
    أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله .. شأنك بها فزوِّجها جليبيباً ..
    فزوجها النبي صلى الله عليه وسلم جليبيباً ..
    ودعا
    لها وقال : اللهم صب عليهما الخير صباً .. ولا تجعل عيشهما كداً كداً
    ..

    " أَفَمَنْ
    أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ
    أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ
    بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
    [التوبة]
    أفمن
    أدخل ابنته بيتاً مسلماً تالياً لكتاب الله مستقيماً ذاكراً لله خير أم من أدخل ابنته
    بيتاً مغنياً فاحشاً ضالاً ظالماً؟! لا يستوون.


    استشهاده
    رضي الله عنه

    فلم يمض على زواجه أيام .. حتى خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة .. وخرج معه جليبيب
    .. فلما انتهى القتال .. وبدأ الناس يتفقد بعضهم بعضاً ..
    سألهم النبي صلى الله عليه وسلم : هل تفقدون من أحد قالوا : نفقد فلانا وفلانا ..
    ثم قال :
    هل تفقدون من أحد ؟
    قالوا :
    نفقد فلانا وفلانا ..ثم قال : هل تفقدون من أحد ؟
    قالوا :
    نفقد فلاناً وفلاناً ..قال : ولكني أفقد جليبيباً ..
    فقاموا
    يبحثون عنه .. ويطلبونه في القتلى .. فلم يجدوه في ساحة القتال ..
    ثم وجدوه
    في مكان قريب .. إلى جنب سبعة من المشركين قد قتلهم ثم قتلوه .. فوقف النبي صلى
    الله عليه وسلم ينظر إلى جثته ..
    ثم قال :
    قتل سبعة ثم قتلوه .. قتل سبعة ثم قتلوه .. هذا مني وأنا منه ..
    ثم حمله
    رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه .. وأمرهم أم يحفروا له قبره ..
    قال أنس :
    فمكثنا نحفر القبر .. وجليبيب ماله سرير غير ساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم..
    حتى حفر له ثم وضعه في لحده ..
    قال أنس :
    فوالله ما كان في الأنصار أيم أنفق منها .. تسابق الرجال إليها كلهم يخطبها بعد
    جليبيب ..


    ها قد
    عرفنا جليبيب فا شهدكم واشهد الله إني أحب سيدنا جليبيب

    وألان قبل
    الصحابي التالي انتظر منكم ان تقولو ماذا نستفيد..... أم أنها قصه تدمع منها الأعين

    ثم تنسي.........................
    shimaa
    shimaa
    نائبة المدير
    نائبة المدير


    انثى
    الحمل
    عدد الرسائل : 2031
    العمر : 38
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 310
    نقاط : 984
    تاريخ التسجيل : 25/10/2008
    السٌّمعَة : 52

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف shimaa الثلاثاء نوفمبر 25, 2008 5:04 pm

    سبحان الله انك لا تهدى من احببت ولكن الله يهدى من يشاء

    مثال رائع من صحابة النبى عليه الصلاة والسلام
    كان ذاهب للنبى ولا يريد سماعه ولكن الله يفعل ما يريد اسمعه كلام النبى واسمعه القرآن فرق قلبه الى كلام المولى عز وجل

    وسبحان الله كان عندهم استجابة فورية وسريعة جدا مش لسه بقى هايقع يقول طيب ازاى؟
    طيب اقنعنى؟
    ربنا يهدينا جميعا يارب

    واول ما أسلم بدأ يبذل قصارى جهده علشان يدعو اهله وقومه
    واحنا احيانا بنكسل نأمر بمعروف او ننهى عن منكر

    واسلم على يديه واحد من اكبر رواة الاحاديث عن رسول الله ابو هريرة يعنى كل اعمال ابو هريرة فى ميزان حسنات الطفيل ان شاء الله

    وانا متخيلة اد ايه حبه لقومه مع انه قال للنبى انه يدعى عليهم بس اكيد كان فى شعور تانى مختلف جوه قلبه وبيتمنى ان النبى ما يدعيش عليهم لانه عنده انتماء وحب لاهله وعايز ليهم الخير

    وهو موقف رائع من النبى عليه الصلاة والسلام يدل فعلا على عظمته وحبه لهداية الناس كلها
    اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد

    جزاك الله خيرا يادكتور


    rehan
    rehan
    مشرفه
    مشرفه


    انثى
    عدد الرسائل : 1246
    نقاط : 576
    تاريخ التسجيل : 25/10/2008
    السٌّمعَة : 40

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف rehan الثلاثاء نوفمبر 25, 2008 11:56 pm

    سبحانك ربى الحليم العظيم بعبادك انت رؤف رحيم

    يثاب المرء رغم أنفه

    سبحان الله هذا الصحابى الجليل الذى كان قد عقد العزم والنية على ان لا يسمع شيئا عن الاسلام ولا من النبى
    الا أن الله أراد به خيرا

    فهو نفسة من أصبح من الذين يدافعون عن الاسلام باستماته وأسلم على يدية كثيييييييرون ويكفية شرفا وفخرا أن من أسلم على يديه أبو هريره وكذلك أبيه وأمه
    الا أن أكرمه الله بالشهاده

    سبحان الله العظيم

    بجد الواحد بيحس بكرم ربنا أوىىىىىىى

    يعنى ربنا أعلم بحالى منى وديما بيريد لينا الخير وعوزنا ديما فى مقام عالى أعلى بكتيييييير من اللى أحنا بنحدده لنفسنا


    فادع الله أن يهلك دوسا"..!!

    وكانت مفاجأة أذهلت الطفيل حين رأى الرسول يرفع كفيه الى السماء وهو يقول:

    " اللهم اهد دوسا وأت بهم مسلمين"..!!

    ثم التفت الى الطفيل وقال له:

    " ارجع الى قومك فادعهم وارفق بهم
    ".




    كمان أستوقفتنى هذه الجزئية
    فقد وقف أمامها وتعجب من قول النبى

    فما العجب وهو النبى الصادق الأمين
    حبيب الله

    صلى عليك ياخير معلم وأروع خلق عرفته الانسانية بأسرها

    أد ايه نبينا كريم عطوف لين بيحبنا وبيصبر علينا


    يعنى ممكن نتعلم من النبى الصبر على الناس
    يعنى نصبر عليهم حتى لو تعبوك شويه و دى النبى صبر عليهم بالرغم من انهم كفار
    ونتعلم من النبى الرفق والرحمة

    يالله لقد أرسلت الينا محمدا ليكون لنا خير مثلا وقدوة
    فاجعلنا دائما من أتباعة وأحبائه
    وقد أخبرتنا عن الطفيل حتى يكون لنا فيه أيه
    فاللهم اجعلنا نرى أيتك
    وكما وفقتنا الى ذكره والقراءة فوفقنا الى العمل بما عرفناا


    شكرا جزيلا لحضرتك يادكتور

    وبجد جزاك الله عنا وعن الاسلام خيرا
    ويارب اجعله فى ميزان حسناتك
    حور الدنيا
    حور الدنيا
    مراقبة الأقسام
    مراقبة الأقسام


    انثى
    السمك
    عدد الرسائل : 2313
    العمر : 37
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 Glg10
    نقاط : 1305
    تاريخ التسجيل : 26/10/2008
    السٌّمعَة : 49

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف حور الدنيا الخميس نوفمبر 27, 2008 6:46 pm

    جزاك الله خيرا يادكتور
    avatar
    salah
    كبار الشخصيات
    كبار الشخصيات


    عدد الرسائل : 345
    نقاط : 198
    تاريخ التسجيل : 25/10/2008
    السٌّمعَة : 10

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف salah الجمعة ديسمبر 05, 2008 2:43 am

    البراء بن مالك
    الله، والجنة
    رضي الله عنه وأرضاه


    قالوا عنه

    كم من ضعيف متضعف ذي طمرين لو اقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك
    رسول الله صلى الله عليه وسلم

    كان شجاعا قتل مائة مبارزة
    ابن الجوزي

    لا تستعملوا البراء على جيش من جيوش المسلمين فانه مهلكة يقدم بهم!!
    عمر بن الخطاب

    وصل المسلمون إلى حصن قد اغلق بابه فيه رجال من المشركين فجلس البراء بن مالك على ترس وقال ارفعوني برماحكم فالقوني إليهم ففعلوا فادركوه وقتل منهم عشرة
    محمد بن سيرين
    ******************
    هو ثاني أخوين عاشا في الله، وأعطيا رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا نما وأزهر مع الأيام..

    أما أولهما فهو أنس بن مالك خادم رسول الله عليه السلام.

    أخذته أمه أم سليم الى الرسول وعمره يوم ذاك عشر سنين وقالت:

    "يا رسول الله..
    هذا أنس غلامك يخدمك، فادع الله له"..

    فقبّله رسول الله بين عينيه ودعا له دعوة ظلت تحدو عمره الطويل نحو الخير والبركة..

    دعا له لرسول فقال:

    " اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له، وأدخله الجنة"..

    فعاش تسعا وتسعين سنة، ورزق من البنين والحفدة كثيرين، كما أعطاه الله فيما أعطاه من رزق، بستانا رحبا ممرعا، كان يحمل الفاكهة في العام مرتين..!!

    **
    وثاني الأخوين، هو البراء بن مالك..

    عاش حياته العظيمة المقدامة، وشعاره:

    " الله، والجنة"..

    ومن كان يراه، وهو يقاتل في سبيل الله، كان يرى عجبا يفوق العجب..

    فلم يكن البراء حين يجاهد المشركين بسيفه ممن يبحثون عن النصر، وان يكن النصر آنئذ أجلّ غاية.. انما كان يبحث عن الشهادة..

    كانت كل أمانيه، أن يموت شهيدا، ويقضي نحبه فوق أرض معركة مجيدة من معارك الاسلام والحق..

    من أجل هذا، لم يتخلف عن مشهد ولا غزوة..

    وذات يوم ذهب اخوانه يعودونه، فقرأ وجوههم ثم قال:

    " لعلكم ترهبون أن أموت على فراشي..

    لا والله، لن يحرمني ربي الشهادة"..!!

    ولقد صدّق الله ظنه فيه، فلم يمت البراء على فراشه، بل مات شهيدا في معركة من أروع معارك الاسلام..!!
    **
    ولقد كانت بطولة البراء يوم اليمامة خليقة به.. خليقة بالبطل الذي كان عمر بن الخطاب يوصي ألا يكون قائدا أبدا، لأن جسارته واقدامه، وبحثه عن الموت.. كل هذا يجعل قيادته لغيره من المقاتلين مخاطرة تشبه الهلاك..!!

    وقف البراء يوم اليمامة وجيوش الاسلام تحت امرة خالد تتهيأ للنزال، وقف يتلمظ مستبطئا تلك اللحظات التي تمرّ كأنها السنين، قبل أن يصدر القائد أمره بالزحف..

    وعيناه الثاقبتان تتحركان في سرعة ونفاذ فوق أرض المعركة كلها، كأنهما تبحثان عن أصلح مكان لمصرع البطل..!!

    أجل فما كان يشغله في دنياه كلها غير هذه الغاية..

    حصاد كثير يتساقط من المشركين دعاة الظلام والباطل بحدّ سيفه الماحق..

    ثم ضربة تواتيه في نهاية المعركة من يد مشركة، يميل على أثرها جسده الى الأرض، على حين تأخذ روحه طريقها الى الملأ الأعلى في عرس الشهداء، وأعياد المباركين..!!

    **
    ونادى خالد: الله أكبر، فانطلقت الصفوف المرصوصة الى مقاديرها، وانطلق معها عاشق الموت البراء بن مالك..

    وراح يجندل أتباع مسيلمة الكذاب بسيفه.. وهم يتساقطون كأوراق الخريف تحت وميض بأسه..

    لم يكن جيش مسيلمة هزيلا، ولا قليلا.. بل كان أخطر جيوش الردة جميعا..

    وكان بأعداده، وعتاده، واستماتة مقاتليه، خطرا يفوق كل خطر..

    ولقد أجابوا على هجوم المسلمين شيء من الجزع. وانطلق زعماؤهم وخطباؤهم يلقون من فوق صهوات جيادهم كلمات التثبيت. ويذكرون بوعد الله..

    وكان البراء بن مالك جميل الصوت عاليه..

    وناداه القائد خالد تكلم يا براء..

    فصاح البراء بكلمات تناهت في الجزالة، والدّلالة، القوة..

    تلك هي:

    " يا أهل المدينة..

    لا مدينة لكم اليوم..

    انما هو الله والجنة"..

    كلمات تدل على روح قائلها وتنبئ بخصاله.

    أجل..

    انما هو الله، والجنة..!!

    وفي هذا الموطن، لا ينبغي أن تدور الخواطر حول شيء آخر..

    حتى المدينة، عاصمة الاسلام، والبلد الذي خلفوا فيه ديارهم ونساءهم وأولادهم، لا ينبغي أن يفكروا فيها، لأنهم اذا هزموا اليوم، فلن تكون هناك مدينة..

    وسرت كلمات البراء مثل.. مثل ماذا..؟

    ان أي تشبيه سيكون ظلما لحقيقة أثرها وتأثيرها..

    فلنقل: سرت كلمات البراء وكفى..

    ومضى وقت وجيز عادت بعده المعركة الى نهجها الأول..

    المسلمون يتقدمون، يسبقهم نصر مؤزر.

    والمشركون يتساقطون في حضيض هزيمة منكرة..

    والبراء هناك مع اخوانه يسيرون راية محمد صلى الله عليه وسلم الى موعدها العظيم..

    واندفع المشركون الى وراء هاربين، واحتموا بحديقة كبيرة دخلوها ولاذوا بها..

    وبردت المعركة في دماء المسلمين، وبدا أن في الامان تغير مصيرها بهذه الحيلة التي لجأ اليها أتباع مسيلمة وجيشه..

    وهنا علا البراء ربوة عالية وصاح:

    " يا معشر المسلمين..

    احملوني وألقوني عليهم في الحديقة"..

    ألم أقل لكم انه لا يبحث عن النصر بل عن الشهادة..!!

    ولقد تصوّر في هذه الخطة خير ختام لحياته، وخير صورة لمماته..!!

    فهو حين يقذف به الى الحديقة، يفتح المسلمين بابها، وفي نفس الوقت كذلك تكون أبواب الجنة تأخذ زينتها وتتفتح لاستقبال عرس جديد ومجيد..!!

    **
    ولم ينتظر البراء أن يحمله قومه ويقذفوا به، فاعتلى هو الجدار، وألقى بنفسه داخل الحديقة وفتح الباب، واقتحمته جيوش الاسلام..

    ولكن حلم البراء لم يتحقق، فلا سيوف المشركين اغتالته، ولا هو لقي المصرع الذي كان يمني به نفسه..

    وصدق أبو بكر رضي الله عنه:

    " احرص على الموت..

    توهب لك الحياة"..!!

    صحيح أن جسد البطل تلقى يومئذ من سيوف المشركين بضعا وثمانين ضربة، أثخنته ببضع وثمانين جراحة، حتى لقد ظل بعد المعركة شهرا كاملا، يشرف خالد بن الوليد نفسه على تمريضه..

    ولكن كل هذا الذي أصابه كان دون غايته وما يتمنى..

    بيد أن ذلك لا يحمل البراء على اليأس.. فغدا تجيء معركة، ومعركة، ومعركة..

    ولقد تنبأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه مستجاب الدعوة..

    فليس عليه الا أن يدعو ربه دائما أن يرزقه الشهادة، ثم عليه ألا يعجل، فلكل أجل كتاب..!!

    ويبرأ البراء من جراحات يوم اليمامة..

    وينطلق مع جيوش الاسلام التي ذهبت تشيّع قوى الظلام الى مصارعها.. هناك حيث تقوم امبراطوريتان خربتان فانيتان، الروم والفرس، تحتلان بجيوشهما الباغية بلاد الله، وتستعبدان عباده..

    ويضرب البراء بسيفه، ومكان كل ضربة يقوم جدار شاهق في بناء العالم الجديد الذي ينمو تحت راية الاسلام نموّا سريعا كالنهار المشرق..

    **
    وفي احدى حروب العراق لجأ الفرس في قتالهم الى كل وحشية دنيئة يستطيعونها..

    فاستعملوا كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل محمأة بالنار، يلقونها من حصونهم، فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكا..

    وكان البراء وأخوه العظيم أنس بن مالك قد وكل اليهما مع جماعة من المسلمين أمر واحد من تلك الحصون..

    ولكن أحد هذه الكلاليب سقط فجأة، فتعلق بأنس ولم يستطع أنس أن السلسلة ليخلص نفسه، اذ كانت تتوهج لهبا ونارا..

    وأبصرالبراء المشهد لإاسرع نحو أخيه الذي كانت السلسلة المحمأة تصعد به على سطح جدار الحصن.. وقبض على السلسلة بيديه وراح يعالجها في بأس شديد حتى قصمها وقطعها.. ونجا أنس وألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما مكانهما..!!

    لقد ذهب كل ما فيهما من لحم، وبقي هيكلهما العظمي مسمّرا محترقا..!!

    وقضى البطل فترة أخرى في علاج بطيء حتى بريء..

    **
    أما آن لعاشق الموت أن يبلغ غايته..؟؟

    بلى آن..!!

    وهاهي ذي موقعة تستر تجيء ليلاقي المسلمون فيها جيوش فارس

    ولتكون لـ البراء عيدا أي عيد..

    **
    احتشد أهل الأهواز، والفرس في جيش كثيف ليناجزوا المسلمين..

    وكتب امير المؤمنين عمر بن الخطاب الى سعد بن أبي وقاص بالكوفة ليرسل الى الأهواز جيشا..

    وكتب الى أبي موسى الأشعري بالبصرة ليرسل الى الأهواز جيشا، قائلا له في رسالته:

    " اجعل امير الجند سهيل بن عديّ..

    وليكن معه البراء بن مالك"..

    والتقى القادمون من الكوفة بالقادمين من البصرة ليواجهوا جيش الأهواز وجيش الفرس في معركة ضارية..

    كان الاخوان العظيمان بين الحنود المؤمنين.. أنس بن مالك، والبراء بن مالك..

    وبدأت الحرب بالمبارزة، فصرع البراء وحده مائة مبارز من الفرس..

    ثم التحمت الجيوش، وراح القتلى يتساقطون من الفرقين كليهما في كثرة كاثرة..

    واقترب بعض الصحابة من البراء، والقتال دائر، ونادوه قائلين:

    " أتذكر يا براء قول الرسول عنك: ربّ أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبرّه، منهم البراء بن مالك..؟

    يا براء أقسم على ربك، ليهزمهم وينصرنا"..

    ورفع البراء ذراعيه الى السماء ضارعا داعيا:

    " اللهم امنحنا أكتافهم..

    اللهم اهزمهم..

    وانصرنا عليهم..

    وألحقني اليوم بنبيّك"..

    ألقى على جبين أخيه أنس الذي كان يقاتل قريبا منه.. نظرة طويلة، كأنه يودّعه..

    وانقذف المسلمون في استبسال لم تألفه الدنيا من سواهم..

    ونصروا نصرا مبينا.
    **
    ووسط شهداء المعركة، كان هناك البراء تعلو وجهه ابتسامة هانئة كضوء الفجر.. وتقبض يمناه على حثيّة من تراب مضمّخة بدمه الطهور..

    لقد بلغ المسافر داره..

    وأنهى مع اخوانه الشهداء رحلة عمر جليل وعظيم، ونودوا:

    ( أن تلكم الجنة، أورثتموها بما كنتم تعملون)....
    shimaa
    shimaa
    نائبة المدير
    نائبة المدير


    انثى
    الحمل
    عدد الرسائل : 2031
    العمر : 38
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 310
    نقاط : 984
    تاريخ التسجيل : 25/10/2008
    السٌّمعَة : 52

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف shimaa الجمعة ديسمبر 05, 2008 10:46 pm

    سبحان الله قد ايه همته وحرصة على الشهادة فى سبيل الله عدة مرات
    وفى النهاية نال الشهادة

    سبحان الله ياترى كان بيعمل ايه علشان ينول شرف انه لو أقسم على الله لابره

    كان همه الله والجنة
    عايش فى الدنيا وعينيه على الجنة
    أمله الشهادة ومرافقة النبى فى الجنة

    رضى الله عنه وأرضاه هو واخوه انس بن مالك

    ورضى الله عن ام سليم هذه الام العظيمة والزوجة الصالحة التى أنجبت هذين الرجلين

    واكيد ان شاء الله لابد ان يكون لنا وقفة مع قصة هذه المرأة

    ياريت ان شاء الله يادكتور تعرفنا عليها قريبا وعلى مواقفها الرائعة
    وبالاخص موقفها الرائع مع زوجها عندما توفى ابنها

    قال صلى الله عليه وسلم

    من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهاداء ولو مات على فراشه


    اللهم ارزقنا الشهادة فى سبيلك


    جزاك الله خيرا كثيرا
    وجعله الله فى ميزان حسناتك ان شاء الله
    shimaa
    shimaa
    نائبة المدير
    نائبة المدير


    انثى
    الحمل
    عدد الرسائل : 2031
    العمر : 38
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 310
    نقاط : 984
    تاريخ التسجيل : 25/10/2008
    السٌّمعَة : 52

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف shimaa الخميس ديسمبر 18, 2008 10:51 pm

    اسمحولى ياجماعة نكمل الموضوع لحد ما دكتور صلاح يرجع بالسلامة ان شاء الله

    وهانتكلم ان شاء الله عن

    شهيد السماء

    سعد بن معاذ


    إنه
    الصحابي الجليل سعد بن معاذ -رضي الله عنه-، سيد الأوس، أسلم بعد بيعة العقبة
    الأولى، وحضر بيعة العقبة الثانية
    .
    ولإسلام

    سعد قصة طريفة، فقد بعث النبي ( مصعب بن عمير -رضي
    الله عنه- ليدعو أهل

    المدينة إلى الإسلام، ويُعلِّم من أسلم منهم
    القرآن وأحكام الدين، وجلس

    مصعب ومعه الصحابي أسعد بن زرارة في حديقة
    بالمدينة، وحضر معهما رجال
    ممن أسلموا، فلما سمع بذلك سعد بن معاذ وأسيد بن
    حضير، وكانا سيديّ

    قومهما، ولم يكونا أسلما بعد، قال سعد لأسيد بن
    حضير: انطلق إلى هذين

    الرجلين اللذين قد أتيا ديارنا ليسفها ضعفاءنا،
    فازجرهما، وانههما عن أن

    يأتيا ديارنا، فأخذ أسيد حربته ثم أقبل عليهما،
    فلما رآه أسعد بن زراة قال

    لمصعب: هذا سيد قومه قد جاءك، فاصدق الله فيه.
    ووقف أسيد يسبهما، فقال
    له مصعب: أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرًا قبلته،
    وإن كرهته كففنا عنك ما

    تكره، فجلس أسيد، واستمع إلى مصعب، واقتنع
    بإسلامه، فأسلم، ثم قال لهما:

    إن ورائي رجلاً إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد
    من قومه، وسأرسله إليكما
    الآن سعد بن معاذ، ثم أخذ أسيد حربته وانصرف إلى
    سعد وقومه وهم جلوس، فقال

    له: إن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة
    ليقتلوه، وكان أسعد ابن خالة

    سعد، فقام سعد غاضبًا فأسرع وأخذ الحربة في يده.
    فلما رآهما جالسين

    مطمئنين، عرف أن أسيدًا إنما قال له ذلك ليأتي
    به إلى هذا المكان، فأخذ

    يشتمهما، فقال أسعد لمصعب: أي مصعب، جاءك والله
    سيدٌ من ورائه قومه إن

    يتبعك لا يتخلف عنك منهم أحد.

    فقال مصعب لسعد: أو تقعد فتسمع؟ فإن رضيت
    أمرًا، ورغبت فيه قبلته، وإن كرهته، عزلنا عنك
    ما تكره. قال سعد: أنصفت،

    ثم وضع الحربة، وجلس. فعرض عليه الإسلام، وقرأ
    عليه القرآن كما فعل مع

    أسيد، فلمح مصعب وأسعد الإسلام في وجه سعد بن
    معاذ قبل أن يتكلم؛ فقد أشرق

    وجهه وتهلل، ثم قال لهما: كيف تصنعون إذا أسلمتم
    ودخلتم في هذا الدين؟

    قال: تغتسل فتطهر وتطهر ثوبيك، ثم تشهد شهادة
    الحق، ثم تصلى ركعتين.


    ففعل
    سعد ذلك، ثم أخذ حربته ورجع إلى قومه، فلما رآه
    قومه قالوا: نحلف بالله

    لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به، فقال
    لهم سعد: يا بني

    عبد
    الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا
    وأفضلنا رأيًّا. قال: فإن

    كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام، حتى تؤمنوا
    بالله وبرسوله، فما أمسى في

    دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا ودخل في
    الإسلام. وبعد انتشار

    الإسلام في ربوع المدينة، أذن الله سبحانه لنبيه
    ( بالهجرة إلى المدينة،

    فكان سعد خير معين لإخوانه المهاجرين إلى
    المدينة.


    وجاءت السنة الثانية
    من الهجرة، والتي شهدت أحداث غزوة بدر، وطلب
    النبي ( المشورة قبل الحرب،

    فقام أبو بكر وتحدث ثم قام، فتحدث عمر، ثم قام
    المقداد بن عمرو، وقالوا

    وأحسنوا الكلام، ولكنهم من المهاجرين، فقال
    الرسول (: (أشيروا علي أيها

    الناس)، فقال سعد بن معاذ زعيم الأنصار: والله
    لكأنك تريدنا يا رسول الله؟

    قال: (: أجل)، فقال سعد: لقد آمنا بك وصدقناك،
    وشهدنا أن ما جئت به هو

    الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، فامض
    يا رسول الله لما أردت،

    فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا
    البحر، فخضته لخضناه معك،

    ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا
    عدونا غدًا، إنا لصُبُر في




    الحرب، صُدُق في اللقاء، لعل
    الله يريك منا ما تقرَّ به عينك، فسر بنا على

    بركة الله.


    فسُرَّ رسول الله ( عندما سمع كلام سعد، ثم قال:
    (سيروا

    وأبشروا، فإن الله تعالى قد وعدني إحدى
    الطائفتين، والله لكأني الآن أنظر

    إلى مصارع القوم) [ابن هشام].

    وقبل أن تبدأ المعركة قال سعد بن معاذ:
    يا نبي الله، ألا نبني لك عريشًا تكون فيه، ونعد
    عندك ركائبك، ثم نلقى

    عدونا، فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا؛ كان
    ذلك ما أحببنا، وإن كانت

    الأخرى، جلست على ركائبك، فلحقت بمن وراءنا،
    فأثنى عليه رسول الله (

    خيرًا، ودعا له بخير، ثم بني لرسول الله ( عريشًا،
    فجلس فيه يدعو الله أن

    ينصر الإسلام. [ابن هشام].

    وأبلى المسلمون في غزوة بدر بلاء حسنًا، وكان
    لهم النصر.

    ويروى
    أن سعد بن معاذ كان يقول: ثلاث أنا فيهن رجل كما
    ينبغي، وما سوى ذلك فأنا

    رجل من الناس، ما سمعت من رسول الله ( حديثًا قط
    إلا علمت أنه حق من الله

    عز وجل، ولا كنت في صلاة قط فشغلت نفسي بغيرها
    حتى أقضيها، ولا كنت في

    جنازة قط، فحدثت نفسي بغير ما تقول، ويقال لها،
    حتى أنصرف عنها. وكان سعيد

    بن المسيب يقول: هذه الخصال ما كنت أحسبها إلا
    في نبي.

    وتأتى غزوة أحد، ويظهر سعد فيها حماسة شديدة
    وشجاعة عظيمة، وظل يدافع عن النبي ( حتى عاد المشركون إلى مكة.


    وفي
    غزوة الخندق، تحالف المشركون وتجمعوا من كل مكان
    يحاصرون المدينة،

    واستغلَّ بنو غطفان الموقف، فبعثوا إلى رسول
    الله ( كتابًا يعرضون فيه أن

    يتركوا القتال في مقابل أن يحصلوا على ثلث ثمار
    المدينة، فاستشار الرسول (

    صحابته في هذا.

    فقال سعد: يا رسول الله، قد كنا نحن وهؤلاء
    القوم على

    الشرك، وكانوا لا يطمعون أن يأكلوا منا ثمرة
    واحدة، أفحين أكرمنا الله

    بالإسلام، نعطيهم أموالنا! والله ما لنا بهذه من
    حاجة، والله لا نعطيهم

    إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فرضي
    الرسول ( والصحابة بذلك.

    وأصيب
    سعد بن معاذ في غزوة الخندق بسهم حين رماه ابن
    العرقة وقال: خذها وأنا ابن

    العرقة، فقال سعد: عرق الله وجهك في النار. ثم
    دعا سعد ربه فقال: اللهم إن

    كنت أبقيت من حرب قريش شيئًا، فأبقني لها، فإنه
    لا قوم أحب إلى من أن

    أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك، وكذبوه وأخرجوه. اللهم
    إن كنت وضعت الحرب

    بيننا وبينهم، فاجعلها لي شهادة، ولا تمتني حتى
    تقر عيني من قريظة. [أحمد

    وابن هشام].

    وانتهت غزوة الخندق بهزيمة المشركين، وبعد
    الغزوة ذهب

    الرسول ( هو وصحابته لحصار بني قريظة الذين
    تآمروا مع المشركين على

    المسلمين، وخانوا عهد الرسول (، وغدروا
    بالمسلمين، وجعل الرسول ( سعد بن

    معاذ هو الذي يحكم فيهم، فأقبل سعد يحملونه وهو
    مصاب، وقال: لقد آن لسعد

    أن لا تأخذه في الله لومة لائم. ثم التفت إلى
    النبي ( وقال: إني أحكم فيهم

    أن تقتل الرجال، وتقسم الأموال، وتسبى ذراريهم
    ونساؤهم، فقال الرسول (:

    (لقد حكمت فيهم بحكم الله) [ابن عبدالبر].




    ثم يموت سعد بن معاذ -رضي
    الله عنه-، ويلقى ربه شهيدًا من أثر السهم،
    وأخبر الرسول ( صحابته أن عرش

    الرحمن قد اهتز لموت سعد، وجاء جبريل إلى رسول
    الله ( وقال له: من هذا

    الميت الذي فتحت له أبواب السماء واستبشر به أهلها؟

    وأسرع النبي (
    وأصحابه إلى بيت سعد ليغسلوه ويكفنوه، فلما
    فرغوا من تجهيزه والصلاة عليه،

    حمله الصحابة فوجدوه خفيفًا جدًّا، مع أنه كان
    ضخمًا طويلاً، ولما سئل

    الرسول ( عن ذلك قال: (إن الملائكة كانت تحمله)
    [ابن عبد البر]، وقال (:

    (شهده سبعون ألفًا من الملائكة) [ابن عبد البر].

    وجلس الرسول ( على
    قبره، فقال: (سبحان الله) مرتين، فسبح القوم ثم
    قال: (الله أكبر) فكبروا،

    وقال النبي (: (لو نجا أحد من ضغطة القبر، لنجا
    منها سعد بن معاذ) [ابن

    عبد البر]. وكانت وفاته -رضي الله عنه- سنة (5هـ)،
    وهو ابن سبع وثلاثين

    سنة، ودفن بالبقيع.





    عدل سابقا من قبل shimaa في الخميس يناير 29, 2009 5:43 pm عدل 2 مرات
    حور الدنيا
    حور الدنيا
    مراقبة الأقسام
    مراقبة الأقسام


    انثى
    السمك
    عدد الرسائل : 2313
    العمر : 37
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 Glg10
    نقاط : 1305
    تاريخ التسجيل : 26/10/2008
    السٌّمعَة : 49

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف حور الدنيا الخميس ديسمبر 18, 2008 11:19 pm

    جزاك الله خيرا شيماء
    shimaa
    shimaa
    نائبة المدير
    نائبة المدير


    انثى
    الحمل
    عدد الرسائل : 2031
    العمر : 38
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 310
    نقاط : 984
    تاريخ التسجيل : 25/10/2008
    السٌّمعَة : 52

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف shimaa الخميس يناير 29, 2009 5:59 pm

    المجاهد
    أبو أيوب الأنصاري

    إنه
    أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد -رضي الله عنه-، حفيد مالك بن النجار، وأمه
    هند بنت سعيد، آخى الرسول ( بينه وبين مصعب بن عمير، شهد بيعة العقبة
    الثانية.
    وعندما وصل رسول الله ( إلى أرض النصرة والإيمان مختتمًا
    رحلته الطويلة التي هاجر فيها من مكة إلى المدينة، وصار وسط جموع المسلمين
    التي خرجت لاستقباله، وتزاحم الناس حول زمام ناقته، كل يريد أن يستضيف
    رسول الله (، والنبي ( يقول لهم: (خلوا سبيلها، فإنها مأمورة) [البيهقي].
    ويمضي
    موكب رسول الله ( ويصل إلى حي بني ساعدة، فحي بني الحارث، فحي بني عدي،
    ويخرج من كل حي من يعترض طريق الناقة آملاً أن يسعدوا بنزول رسول الله (
    في ديارهم، وفي كل مرة يجيبهم النبي ( (خلوا سبيلها، فإنها مأمورة)
    [البيهقي].
    إن قدر الله -عز وجل- هو الذي يتحكم في اختيار مكان نزول
    النبي ( حيث سيكون لهذا المكان مكانته العظيمة، ففوق أرضه سيقام المسجد
    الذي تنطلق منه أشعة الهدى والنور؛ لتضيء الدنيا بأسرها، وبجوار هذا
    المسجد سيقيم النبي ( في حجرات متواضعة.
    وأمام دار مالك بن النجار بركت
    الناقة، ثم نهضت وطوَّفت بالمكان، ثم عادت إلى مكانها الأول، ونزل رسول
    الله ( متفائلا، وتقدم أحد المسلمين، وقد عمرت الفرحة قلبه، فحمل متاع
    الرسول ( وأدخله بيته، ثم دعا رسول الله ( للدخول.
    وكان بيت أبي أيوب
    مالك بن دينار طابقين، فاختار رسول الله ( الطابق الأسفل ليكون محل
    إقامته، وصعد أبو أيوب إلى الدور العلوي ولكنه لم ينم تلك الليلة، لأنه لم
    يستطع أن يتخيل نفسه وهو نائم في مكان أعلى من المكان الذي ينام فيه
    الرسول (. وفي الليل سال الماء في غرفته، فقام هو وزوجته أم أيوب ينظفانه
    خشية أن يصل إلى رسول الله ( منه شيء.
    وفي الصباح ذهب أبو أيوب إلى
    النبي ( وأخذ يلح عليه ويرجوه أن ينتقل إلى الطابق العلوي، فاستجاب النبي
    ( لرجائه، وظل الرسول ( في بيت أبي أيوب حتى انتهى من بناء المسجد، وبناء
    حجرة له بجواره.

    وكان -رضي الله عنه- محبًّا للجهاد في سبيل الله، فمنذ
    أن حضر بيعة العقبة الثانية وحتى منتصف القرن الأول الهجري وهو يعيش في
    جهاد متواصل، لا يغيب عن حرب، ولا يتكاسل عن غزو، وشهد مع رسول الله (
    بدرًا وأحدًا والخندق، والغزوات كلها،

    وحتى بعد وفاة النبي ( لم يتخلف عن
    غزوة كُتب للمسلمين أن يخوضوها إلا غزوة قد أمَّر فيها على الجيش شاب لم
    يقنع أبو أيوب بإمارته، فقعد ولم يخرج معهم، ولكنه ما لبث أن ندم على
    موقفه هذا وقال: ما خبرني مَنْ استُعمِلَ عليّ؟ ثم خرج فلحق بالجيش.

    ورغم
    أن عمره تجاوز الثمانين عامًا إلا أنه ما كاد يسمع منادى الجهاد يحثُّ
    المسلمين على الخروج لفتح القسطنطينية (إستامبول الآن) حتى حمل سيفه على
    عاتقه قائلا: أمرنا الله -عز وجل- أن ننفر في سبيله على كل حال، فقال
    تعالى: {انفروا خفافًا وثقالاً} [التوبة: 41].

    وفي هذه المعركة أصيب
    أبو أيوب، فذهب قائد الجيش يزيد بن معاوية يعوده، وقال له: ما حاجتك أبا
    أيوب؟ فقال: إذا أنا مت فاحملوني إلى أرض العدو ثم ادفنوني، ثم قال لهم:
    أما إني أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله ( سمعته يقول: (من مات لا يشرك
    بالله شيئًا دخل الجنة) [متفق عليه]. وبالفعل كان له ما أراد، فلما كان
    الصباح قالت الروم للمسلمين: لقد كان لكم الليل شأن عظيم، فقالوا: هذا رجل
    من أكابر أصحاب نبينا (، وأقدمهم إسلامًا، قد دفناه حيث رأيتم، والله لئن
    نُبِشَ قبره لا يُضْرَب لكم ناقوس أبدًا (شعائر عبادتهم) في أرض العرب ما
    كانت لنا دولة، فكان الروم يتعاهدون قبره، ويزورونه.

    وكان -رضي الله
    عنه- زاهدًا ورعًا لا يحب البذخ أو الترف، فقد دخل يومًا بيتًا من بيوت
    المسلمين فوجد أصحابه قد زينوه بالستائر فطأطأ رأسه ناكرًا لفعلهم، وتركهم
    وقفل راجعًا، وكان واحدًا من رهبان الليل وفرسان النهار، عشق الجهاد،
    وتمنى الشهادة.
    وظل هكذا حتى لقى ربه بعد حياة طويلة شاقة قضاها
    جنديًّا من جنود الله الذين لم يرضوا لأنفسهم الركون إلى الدنيا، وخرجوا
    بأنفسهم وأموالهم فاتحين بلاد المشرق والمغرب، ليُخرجوا العباد من عبادة
    العباد إلى عبادة رب العباد، وليسعدوا جميعًا بالإسلام في الأرض.














    حور الدنيا
    حور الدنيا
    مراقبة الأقسام
    مراقبة الأقسام


    انثى
    السمك
    عدد الرسائل : 2313
    العمر : 37
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 Glg10
    نقاط : 1305
    تاريخ التسجيل : 26/10/2008
    السٌّمعَة : 49

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف حور الدنيا الخميس يناير 29, 2009 8:50 pm

    اللهم انا نشهدك اننا نحب المجاهد ابي ايوب الانصاري
    جزاكي الله خيرا شيماء جعله الله في موازين حسناتك
    حور الدنيا
    حور الدنيا
    مراقبة الأقسام
    مراقبة الأقسام


    انثى
    السمك
    عدد الرسائل : 2313
    العمر : 37
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 Glg10
    نقاط : 1305
    تاريخ التسجيل : 26/10/2008
    السٌّمعَة : 49

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف حور الدنيا الأربعاء أبريل 01, 2009 7:47 pm

    كان الإمام أحمد بن حنبل يريد أن يقضي ليلته في المسجد ولكن مُنع بواسطة حارس المسجد ،
    حاول معه الإمام ولكن لا جدوى ،
    فقال له الإمام سأنام موضع قدمي ،
    وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدميه
    فقام حارس المسجد بجرّه لإبعاده من مكان المسجد ،
    وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخ وقور تبدو عليه ملامح الكبر ،
    فرآه خباز فلما رآه يُجرّ بهذه الهيئة عرض عليه المبيت ،
    وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز ، فأكرمه ونعّمه ،
    وذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز ،
    سمع الإمام أحمد بن حنبل الخباز يستغفر ويستغفر ،
    ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال فتعجب الإمام أحمد بن حنبل ،
    فلما أصبح سأل الإمام أحمد الخباز عن استغفاره في الليل
    فأجابه الخباز : أنه طوال ما يحضر عجينه ويعجن فهو يستغفر
    فسأله الإمام أحمد : وهل وجدت لاستغفارك ثمره ؟
    فقال الخباز : نعم ، والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت ، إلا دعوة واحدة !
    فقال الإمام أحمد : وما هي ؟
    فقال الخباز : رؤية الإمام أحمد بن حنبل !
    فقال الإمام أحمد : أنا أحمد بن حنبل والله إني جُررت إليك جراً !!
    يالها من قصة تحمل العبرة والفائدة وبصيص الأمل !!
    كثيراً منّا يردد ويقول: كم دعوت ولم يجاب لي !!
    عجباً لنا ندعو لا نعلم حالنا أصلاً ،
    فالبعض يدعو ومطعمه حرام وملبسه حرام ومشربه حرام !!
    والبعض يدعو بدون تذلل أو خضوع !!
    والبعض يدعو وهوقانط يائس من رحمة الله والعياذ بالله !!
    هذه القصة تحمل لنا باب لإيجاب الدعوة وهو باب الاستغفار..
    فأين أنتم يا أصحاب الحاجات من الاستغفار؟!
    أين أنت يا من بات يشكو من الهم والقلق والحزن من الاستغفار ؟!
    أين أنت يا من يشكو من قلة المال والولد من الاستغفار؟!
    أين أنت يا من أعيته السبل في البحث عن الوظيفة ومصدر الرزق من الاستغفار؟!
    أين أنتم من قول الله سبحانه وتعالى:
    ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً )

    بالإستغفـــــــار يجـــــاب الدعــــــاء
    shimaa
    shimaa
    نائبة المدير
    نائبة المدير


    انثى
    الحمل
    عدد الرسائل : 2031
    العمر : 38
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 310
    نقاط : 984
    تاريخ التسجيل : 25/10/2008
    السٌّمعَة : 52

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف shimaa الأربعاء أبريل 01, 2009 11:12 pm

    ربنا يكرمك يادينا قصه رائعه

    ربنا يجعلنا يارب من المستغفرين بالاسحار

    ورحم الله الامام احمد بن حنبل وجمعنا بيه فى الجنة يارب
    حور الدنيا
    حور الدنيا
    مراقبة الأقسام
    مراقبة الأقسام


    انثى
    السمك
    عدد الرسائل : 2313
    العمر : 37
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 Glg10
    نقاط : 1305
    تاريخ التسجيل : 26/10/2008
    السٌّمعَة : 49

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف حور الدنيا الجمعة أبريل 10, 2009 4:44 pm

    ثوبان رضي الله عنه

    غاب النبي صلى الله عليه وسلم طوال اليوم عن سيدنا ثوبان رضي الله عنهخادمه وحينما

    جاء قال له ثوبان رضي الله عنه: أوحشتني يا رسول الله وبكى، فقال له النبي صلى الله

    عليه وسلم: ' اهذا يبكيك ؟ ' قال ثوبان رضي الله عنه: لا يا رسول الله ولكن تذكرت مكانك

    في الجنة ومكاني فذكرت الوحشة فنزل قول الله تعالى {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ

    مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [

    69] سورة النساء

    حور الدنيا
    حور الدنيا
    مراقبة الأقسام
    مراقبة الأقسام


    انثى
    السمك
    عدد الرسائل : 2313
    العمر : 37
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 Glg10
    نقاط : 1305
    تاريخ التسجيل : 26/10/2008
    السٌّمعَة : 49

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف حور الدنيا الجمعة أبريل 10, 2009 4:44 pm

    سواد رضي الله عنه

    سواد بن عزيّة رضي الله عنه يوم غزوة أحد واقف في وسط الجيش فقال النبي صلى الله

    عليه وسلم للجيش :' استوو.. استقيموا '. فينظر النبي صلى الله عليه وسلم فيرى سواداً

    رضي الله عنه لم ينضبط فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ' استو يا سواد' فقال سواد

    رضي الله عنه: نعم يا رسول الله ووقف ولكنه لم ينضبط، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم

    بسواكه ونغز سواداً رضي الله عنه في بطنه قال: ' استو يا سواد '، فقال سواد رضي الله

    عنه: أوجعتني يا رسول الله، وقد بعثك الله بالحق فأقدني !فكشف النبي صلى الله عليه

    وسلم عن بطنه الشريفة وقال:' اقتص يا سواد'. فانكب سواد رضي الله عنه على بطن النبي

    صلى الله عليه وسلم يقبلها .يقول: هذا ما أردت وقال: يا رسول الله أظن أن هذا اليوم

    يوم شهادة فأحببت أن يكون آخر العهد بك أن تمس جلدي جلدك

    .ما رأيك في هذا الحب؟

    shimaa
    shimaa
    نائبة المدير
    نائبة المدير


    انثى
    الحمل
    عدد الرسائل : 2031
    العمر : 38
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 310
    نقاط : 984
    تاريخ التسجيل : 25/10/2008
    السٌّمعَة : 52

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف shimaa السبت أبريل 11, 2009 10:51 pm

    رائع طبعا
    ربنا يكرمك يادينا

    ربنا يرزقنا صحبة النبى محمد ومرافقته فى الجنه
    حور الدنيا
    حور الدنيا
    مراقبة الأقسام
    مراقبة الأقسام


    انثى
    السمك
    عدد الرسائل : 2313
    العمر : 37
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 Glg10
    نقاط : 1305
    تاريخ التسجيل : 26/10/2008
    السٌّمعَة : 49

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف حور الدنيا الأحد أبريل 12, 2009 12:33 am

    يوم فتح مكة أسلم أبو قحافة [ أبو سيدنا أبي بكررضي الله عنه]، وكان اسلامه متأخرا

    جدا وكان قد عمي، فأخذه سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وذهب به الى النبي صلى الله

    عليه وسلم ليعلن اسلامه ويبايع النبي صلى الله عليه وسلم



    فقال النبي صلى الله عليه وسلم ' يا أبا بكر هلا تركت الشيخ في بيته، فذهبنا نحن اليه '

    فقال أبو بكررضي الله عنه: لأنت أحق أن يؤتى اليك يا رسول الله .. وأسلم ابو قحافة..

    فبكى سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فقالوا له : هذا يوم فرحة، فأبوك أسلم ونجا

    من النار فما الذي يبكيك؟تخيّل .. ماذا قال أبو بكر رضي الله عنه..؟ قال: لأني كنت أحب

    أن الذي بايع النبي صلى الله عليه وسلم الآن ليس أبي ولكن أبو طالب، لأن ذلك كان

    سيسعد النبي صلى الله عليه وسلم أكثر

    سبحان الله ، فرحته لفرح النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من فرحته لأبيه أين نحن من

    هذا؟

    حور الدنيا
    حور الدنيا
    مراقبة الأقسام
    مراقبة الأقسام


    انثى
    السمك
    عدد الرسائل : 2313
    العمر : 37
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 Glg10
    نقاط : 1305
    تاريخ التسجيل : 26/10/2008
    السٌّمعَة : 49

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty بطل فوق الصليب

    مُساهمة من طرف حور الدنيا السبت أبريل 25, 2009 11:35 pm


    خبيب بن عدي - بطل .. فوق الصليب ..!!




    والآن..

    افسحوا الطريق لهذا البطل يا رجال..

    وتعالوا من كل صوب ومن كل مكان..

    تعالوا، خفاقا وثقالا..

    تعاولوا مسرعين، وخاشعين..

    وأقبلوا، لتلقنوا في الفداء درسا ليس له نظير..!!
    تقولون: أوكل هذا الذي قصصت علينا من قبل لم تكن دروسا في الفداء ليس لها نظير..؟؟


    أجل كانت دروسا..

    وكانت في روعتها تجلّ عن المثيل وعن النظير..

    ولكنكم الآن أمام أستاذ جديد في فن التضحية..

    أستاذ لوفاتكم مشهده، فقد فاتكم خير كثير، جدّ كثير..

    الينا يا أصحاب العقائد في كل أمة وبلد..

    الينا يا عشاق السموّ من كل عصر وأمد..

    وأنتم أيضا يا من أثقلكم الغرور، وظننتم بالأديان والايمان ظنّ السّوء..

    تعالوا بغروركم..!

    تعالوا وانظروا أية عزة، وأية منعة، وأي ثبات، وأيّ مضاء.. وأي فداء، وأي ولاء..

    وبكلمة واحدة، أية عظمة خارقة وباهرة يفيئها الايمان بالحق على ذويه المخلصين..!!

    أترون هذا الجثمان المصلوب..؟؟

    انه موضوع درسنا اليوم، يا كلّ بني الانسان...!

    هذا الجثمان المصلوب أمامكم هو الموضوع، وهو الدرس، وهو الاستاذ..

    اسمه خبيب بن عديّ.

    احفظوا هذا الاسم الجليل جيّدا.

    واحفظوه وانشدوه، فانه شرف لكل انسان.. من كل دين، ومن كل مذهب، ومن كل جنس، وفي كل زمان..!!

    **




    انه من أوس المدينة وأنصارها.

    تردد على رسول الله صلى الله عليه وسلم مذ هاجر اليههم، وآمن بالله رب العالمين.

    كان عذب الروح، شفاف النفس، وثيق الايمان، ريّان الضمير.

    كان كما وصفه حسّان بن ثابت:

    صقرا توسّط في الأنصار منصبه

    سمح الشجيّة محضا غير مؤتشب

    ولما رفعت غزوة بدر أعلامها، كان هناك جنديا باسلا، ومقاتلا مقداما.

    وكان من بين المشركين الذين وقعوا في طريقه ابّان المعركة فصرعهم بسيفه الحارث بن عمرو بن نوفل.

    وبعد انتهاء المعركة، وعودة البقايا المهزومة من قريش الى مكة عرف بنو الحارث مصرع أبيهم، وحفظوا جيدا اسم المسلم الذي صرعه في المعركة: خبيب بن عديّ..!!

    **




    وعاد المسلمون من بدر الى المدينة، يثابرون على بناء مجتمعهم الجديد..

    وكان خبيب عابدا، وناسكا، يحمل بين جبينه طبيعة الناسكين، وشوق العابدين..

    هناك أقبل على العبادة بروح عاشق.. يقوم الليل، ويصوم الناهر، ويقدّس لله رب العالمين..

    **




    وذات يوم أراد الرسول صلوات الله وسلامه عليه أن يبلو سرائر قريش، ويتبيّن ما ترامى اليه من تحرّكاتها، واستعدادها لغزو جديد.. فاهتار من أصحابه عشرة رجال.. من بينهم خبيب وجعل أميرهم عاصم بن ثابت.

    وانطلق الركب الى غايته حتى اذا بلغوا مكانا بين عسفان ومكة، نمي خبرهم الى حيّ من هذيل يقال لهم بنو حيّان فسارعوا اليهم بمائة رجل من أمهر رماتهم، وراحوا يتعقبونهم، ويقتفون آثارهم..

    وكادوا يزيغون عنهم، لولا أن أبصر أحدهم بعض نوى التمر ساقطا على الرمال.. فتناول بعض هذا النوى وتأمله بما كان للعرب من فراسة عجيبة، ثم صاح في الذين معه:

    " انه نوى يثرب، فلنتبعه حتى يدلنا عليهم"..

    وساروا مع النوى المبثوث على الأرض، حتى أبصروا على البعد ضالتهم التي ينشدون..

    وأحس عاصم أمير العشرة أنهم يطاردون، فدعا أصحابه الى صعود قمة عالية على رأس جبل..

    واقترب الرماة المائة، وأحاطوا بهم عند سفح الجبلو وأحكموا حولهم الحصار..

    ودعوهم لتسليم أنفسهم بعد أن أعطوهم موثقا ألا ينالهم منهم سوء.

    والتفت العشرة الى أميرهم عاصم بن ثابت الأنصاري رضي الله عنهم أجمعين.

    وانتظروا بما يأمر..

    فاذا هو يقول:" أما أنا، فوالله لا أنزل في ذمّة مشرك..

    اللهم أخبر عنا نبيك"..


    وشرع الرماة المائة يرمونهم بالنبال.. فأصيب أميرهم عاصم واستشهد، وأصيب معه سبعة واستشهدوا..

    ونادوا الباقين، أنّ لهم العهد والميثاق اذا هم نزلوا.

    فنزل الثلاثة: خباب بن عديّ وصاحباه..

    واقترب الرماة من خبيب وصاحبه زيد بن الدّثنّة فأطلقوا قسيّهم، وبرطوهما بها..

    ورأى زميلهم الثالث بداية الغدر، فقرر أن يموت حيث مات عاصم واخوانه..

    واستشهد حيث أراد..

    وهكذا قضى ثمانية من أعظم المؤمنين ايمانا، وأبرّهم عهدا، وأوفاهم لله ولرسوله ذمّة..!!

    وحاول خبيب وزيد أن يخلصا من وثاقهما، ولكنه كان شديد الاحكام.

    وقادهما الرماة البغاة الى مكة، حيث باعوهما لمشركيها..

    ودوّى في الآذان اسم خبيب..

    وتذكّر بنوالحارث بن عامر قتيل بدر، تذكّروا ذلك الاسم جيّدا، وحرّك في صدورهم الأحقاد.

    وسارعوا الى شرائه. ونافسهم على ذلك بغية الانتقام منه أكثر أهل مكة ممن فقدوا في معركة بدر آباءهم وزعماءهم.

    وأخيرا تواصوا عليه جميعا وأخذوا يعدّون لمصير يشفي أحقادهم، ليس منه وحده، بل ومن جميع المسلمين..!!

    وضع قوم أخرون أيديهم على صاحب خبيب زيد بن الدّثنّة وراحوا يصلونه هو الآخر عذابا..

    **




    أسلم خبيب قلبه، وأمره،ومصيره لله رب العالمين.

    وأقبل على نسكه ثابت النفس، رابط الجأش، معه من سكينة الله التي افاءها عليه ما يذيب الصخر، ويلاشي الهول.

    كان الله معه.. وكان هو مع الله..

    كانت يد الله عليه، يكاد يجد برد أناملها في صدره..!

    دخلت عليه يوما احدى بنات الحارث الذي كان أسيرا في داره، فغادرت مكانه مسرعة الى الناس تناديهم لكييبصروا عجبا..

    " والله لقد رأيته يحمل قطفا كبيرا من عنب يأكل منه..

    وانه لموثق في الحديد.. وما بمكة كلها ثمرة عنب واحدة..

    ما أظنه الا رزقا رزقه الله خبيبا"..!!


    أجل آتاه الله عبده الصالح، كما آتى من قبل مريم بنت عمران، يوم كانت:

    ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا..

    قال يا مريم أنّى لك هذا

    قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب)..

    **




    وحمل المشركون الى خبيب نبأ مصرع زميله وأخيه زيد رضي الله عنه.

    ظانين أنهم بهذا يسحقون أعصابه، ويذيقونه ضعف الممات وما كانوا يعلمون أن الله الرحيم قد استضافه، وأنزل عليه سكينته ورحمته.

    وراحوا يساومونه على ايمانه، ويلوحون له بالنجاة اذا ما هو كفر لمحمد، ومن قبل بربه الذي آمن به.. لكنهم كانوا كمن يحاول اقتناص الشمس برمية نبل..!!

    أجل، كان ايما خبيب كالشمس قوة، وبعدا، ونارا ونورا..

    كان يضيء كل من التمس منه الضوء، ويدفئ كل من التمس منه الدفء، أم الذي يقترب منه ويتحدّاه فانه يحرقه ويسحقه..

    واذا يئسوا مما يرجون، قادوا البطل الى مصيره، وخرجوا به الى مكان يسمى التنعيم حيث يكون هناك مصرعه..

    وما ان بلغوه حتى استأذنهم خبيب في أن يصلي ركعتين، وأذنوا له ظانين أنه قد يجري مع نفسه حديثا ينتهي باستسلامه واعلان الكفران بالله وبرسوله وبدينه..

    وصلى خبيب ركعتين في خشوع وسلام واخبات...


    وتدفقت في روحه حلاوة الايمان، فودّ لو يظل يصلي، ويصلي ويصلي..

    ولكنه التفت صوب قاتليه وقال لهم:

    " والله لاتحسبوا أن بي جزعا من الموت، لازددت صلاة"..!!

    ثم شهر ذراعه نحو السماء وقال:

    " اللهم احصهم عددا.. واقتلهم بددا"..

    ثم تصفح وجوههم في عزم وراح ينشد:

    ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي

    وذلك في ذات الاله وان يشأ يبارك على أوصال شلو ممزّع


    ولعله لأول مرة في تاريخ العرب يصلبون رجلا ثم يقتلونه فوق الصليب..

    ولقد أعدّوا من جذوع النخل صليبا كبيرا أثبتوافوقه خبيبا.. وشدّوا فوق أطرافه وثاقه.. واحتشد المشركون في شماتة ظاهرة.. ووقف الرماة يشحذون رماحهم.

    وجرت هذه الوحشية كلها في بطء مقصود امام البطل المصلوب..!!

    لم يغمض عينيه، ولم تزايل السكينة العجيبة المضيئة وجهه.

    وبدأت الرماح تنوشه، والسيوف تنهش لحمه.

    وهنا اقترب منه أحد زعماء قريش وقال له:

    " أتحب أن محمدا مكانك، وأنت سليم معافى في أهلك"..؟؟

    وهنا لا غير انتفض خبيب كالاعصار وصاح، في قاتليه:

    " والله ما أحبّ أني في اهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله بشوكة"..


    نفس الكلمات العظيمة التي قالها صاحبه زيد وهم يهمّون بقتله..! نفس الكلمات الباهرة الصادعة التي قالها زيد بالأمس.. ويقولها خبيب اليوم.. مما جعل أبا سفيان، وكان لم يسلم بعد، يضرب كفا بكف ويقول مشدوها:" والله ما رأيت أحدا يحب أحدا كما يحب أصحاب محمد محمدا"..!!

    **




    كانت كلمات خبيب هذه ايذانا للرماح وللسيوف بأن تبلغ من جسد البطل غايتها، فتناوشه في جنون ووحشية..

    وقريبا من المشهد كانت تحومطيور وصقور. كأنها تنتظر فراغ الجزارين وانصرافهم حتى تقترب هي فتنال من الجثمان وجبة شهيّة..

    ولكنها سرعان ما تنادت وتجمّعت، وتدانت مناقيرها كأنها تتهامس وتتبادل الحديث والنجوى.

    وفجأة طارت تشق الفضاء، وتمضي بعيدا.. بعيدا..



    لكأنها شمّت بحاستها وبغريزتها عبير رجل صالح أوّاب يفوح من الجثمان المصلوب، فخدلت أن تقترب منه أو تناله بسوء..!!

    مضت جماعة الطير الى رحاب الفضاء متعففة منصفة.


    وعادت جماعة المشركين الى أوكارها الحاقدة في مكة باغية عادية..

    وبقي الجثمان الشهيد تحرسه فرقة من القرشيين حملة الرماح والسويف..!!


    كان خبيب عندما رفعوه الى جذوع النخل التي صنعوا منها صليبا، قد يمّم وجهه شطر السماء وابتهل الى ربه العظيم قائلا:

    " اللهم انا قد بلّغنا رسالة رسولك فبلّغه الغداة ما يصنع بنا"..

    واستجاب الله دعاءه..

    فبينما الرسول في المدينة اذ غمره احساس وثيق بأن أصحابه في محنة..

    وتراءى له جثمان أحدهم معلقا..

    ومن فوره دعا المقداد بن عمرو، والزبير بن العوّام..

    فركبا فرسيهما، ومضيا يقطعان الأرض وثبا.

    وجمعهما الله بالمكان المنشود، وأنزلا جثمان صاحبهما خبيب، حيث كانت بقعة طاهرة من الأرض في انتظاره لتضمّه تحت ثراها الرطيب.


    ولا يعرف أحد حتى اليوم أين قبر خبيب.

    ولعل ذلك أحرى به وأجدر، حتى يظل مكانه في ذاكرة التاريخ، وفي ضمير الحياة، بطلا.. فوق الصليب
    ..!!!
    7ob El-7iah
    7ob El-7iah
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    الثور
    عدد الرسائل : 2011
    العمر : 33
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 5510
    نقاط : 1424
    تاريخ التسجيل : 25/10/2008
    السٌّمعَة : 38

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف 7ob El-7iah الأحد أبريل 26, 2009 2:23 am

    ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه الله

    الله يحفظك يا آنسة دينا يارب

    ايه ده بس

    انا فعلا كنت محتاج جدا جدا جدا اتذكر كل الكلام اللي فوق ده

    مع انه مش جديد عليا بس والله كأني اول مرة اقرأه

    ربنا يحفظكم جيعا ويعزكم

    وبجد حجات جميييييييييييييلة اوي

    فعلا بأيهم اقتديتم اهتديتم
    حور الدنيا
    حور الدنيا
    مراقبة الأقسام
    مراقبة الأقسام


    انثى
    السمك
    عدد الرسائل : 2313
    العمر : 37
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 Glg10
    نقاط : 1305
    تاريخ التسجيل : 26/10/2008
    السٌّمعَة : 49

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف حور الدنيا الإثنين مايو 04, 2009 10:31 pm

    ربنا يكرمك يابشمهندس

    صهيب بن سنان - ربح البيع يا أبا يحيى !!




    ولد في أحضان النعيم..

    فقد اكن أبوه حاكم الأبلّة ووليا عليها لكسرى.. وكان من العرب الذين نزحوا الى العراق قبل الاسلام بعهد طويل، وفي قصره القائم على شاطئ الفرات، مما يلي الجزيرة والموصل، عاش الطفل ناعما سعيدا..

    وذات يوم تعرضت البلاد لهجوم الروم.. وأسر المغيرون أعدادا كثيرة وسبوا ذلك الغلام " صهيب بن سنان"..

    ويقتنصه تجار الرقيق، وينتهي طوافه الى مكة، حيث بيع لعبد الله بن جدعان، بعد أن قضى طفولته وشبابه في بلاد الروم، حتى أخذ لسانهم ولهجتهم.

    ويعجب سيده بذكائه ونشاطه واخلاصه، فيعتقه ويحرره، ويهيء له فرصة الاتجار معه.
    وذات يوم.. ولندع صديقع عمار بن ياسر يحدثنا عن ذلك اليوم:

    " لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها..

    فقلت له: ماذا تريد..؟

    فأجابني وما تريد أنت..؟

    قلت له: أريد أن أدخل على محمد، فأسمع ما يقول.

    قال: وأنا اريد ذلك..

    فدخلنا على الرسول صلى الله عليه وسلم، فعرض علينا الاسلام فأسلمنا.

    ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا..

    ثم خرجنا ونحن مستخفيان".!!


    عرف صهيب طريقع اذن الى دار الأرقم..

    عرف طريقه الى الهدى والنور، وأيضا الى التضحية الشاقة والفداء العظيم..

    فعبور الباب الخشبي الذي كان يفصل داخل دار الأرقم عن خارجها لم يكن يعني مجرّد تخطي عتبة.. بل كان يعني تخطي حدود عالم بأسره..!

    عالم قديم بكل ما يمثله من دين وخلق، ونظام وحياة..

    وتخطي عتبة دار الأرقم، التي لم يكن عرضها ليزيد عن قدم واحدة كان يعني في حقيقة الأمر وواقعه عبور خضمّ من الأهوال، واسع، وعريض..

    واقتحام تلك العتبة، كان ايذانا بعهد زاخر بالمسؤليات الجسام..!

    وبالنسبة للفقراء، والغرباء، والرقيق، كان اقتحام عقبة دار الأرقم يعني تضحية تفوق كل مألوف من طاقات البشر.


    وان صاحبنا صهيبا لرجل غريب.. وصديقه الذي لقيه على باب الدار، عمّار بن ياسر رجل فقير.. فما بالهما يستقبلان الهول ويشمّران سواعدهما لملاقاته..؟؟

    انه نداء الايمان الذي لا يقاوم..

    وانها شمائل محمد عليه الصلاة والسلام، الذي يملؤ عبيرها أفئدة الأبرار هدى وحبا..

    وانها روعة الجديد المشرق. تبهر عقولا سئمت عفونة القديم، وضلاله وافلاسه..

    وانها قبل هذا كله رحمة الله يصيب بها من يشاء.. وهداه يهدي اليه من ينيب...

    أخذ صهيب مكانه في قافلة المؤمنين..

    وأخذ مكانا فسيحا وعاليا بين صفوف المضطهدين والمعذبين..!!

    ومكانا عاليا كذلك بين صفوف الباذلين والمفتدين..

    وانه ليتحدث صادقا عن ولائه العظيم لمسؤولياته كمسلم بايع الرسول، وسار تحت راية الاسلام فيقول:

    " لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط الا كنت حاضره..

    ولم يبايع بيعة قط الا كنت حاضرها..

    ولا يسر سرية قط. الا كنت حاضرها..

    ولا غزا غزاة قط، أوّل الزمان وآخره، الا منت فيها عن يمينه أ، شماله..

    وما خاف المسلمون أمامهم قط، الا كنت أمامهم..

    ولا خافوا وراءهم الا كنت وراءهم..

    وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين االعدوّ أبدا حتى لقي ربه"..!!

    هذه صورة باهرة، لايمان فذ وولاء عظيم..

    ولقد كان صهيب رضي الله عنه وعن اخوانه أجمعين، أهلا لهذا الايمان المتفوق من أول يوم استقبل فيه نور الله، ووضع يمينه في يكين الرسول..

    يومئذ أخذت علاقاته بالناس، وبالدنيا، بل وبنفسه، طابعا جديدا. يومئذ. امتشق نفسا صلبة، زاهدة متفانية. وراح يستقبل بها الأحداث فيطوّعها. والأهوال فيروّعها.

    ولقد مضى يواجه تبعاته في اقدام وجسور.ز فلا يتخلف عن مشهد ولا عن خطر.. منصرفا ولعه وشغفه عن الغنائم الى المغارم.. وعن شهوة الحياة، الى عشق الخطر وحب الموت..


    ولقد افتتح أيام نضاله النبيل وولائه الجليل بيوم هجرته، ففي ذلك اليوم تخلى عن كل ثروته وجميع ذهبه الذي أفاءته عليه تجارته الرابحة خلال سنوات كثيرة قضاها في مكة.. تخلى عن كل هذه الثروة وهي كل ما يملك في لحظة لم يشب جلالها تردد ولا نكوص.

    فعندما همّ الرسول بالهجرة، علم صهيب بها، وكان المفروض أن يكون ثالث ثلاثة، هم الرسول.. وأبو بكر.. وصهيب..

    بيد أن القرشيين كانوا قد بيتوا أمرهم لمنع هجرة الرسول..

    ووقع صهيب في بعض فخاخهم، فعوّق عن الهجرة بعض الوقت بينما كان الرسول وصاحبه قد اتخذا سبيلهما على بركة الله..

    وحاور صهيب وداور، حتى استطاع أن يفلت من شانئيه، وامتطى ظهر ناقته، وانطلق بها الصحراء وثبا..

    بيد أن قريشا أرسلت في أثره قناصتها فأدركوهخ.. ولم يكد صهيب يراهم ويواجههم من قريب حتى صاح فيهم قائلا:

    " يا معشر قريش..

    لقد علمتم أني من أرماكم رجلا.. وأيم والله لا تصلون اليّ حتى ارمي كبل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي حتى لا يبقى في يدي منه شيء، فأقدموا ان شئتم..

    وان شئتم دللتكم على مالي، وتتركوني وشاني"..


    ولقد استاموا لأنفسهم، وقبلوا أن يأخذوا ماله قائلين له:

    أتيتنا صعلوكا فقيرا، فكثر مالك عندنا، وبلغت بيننا ما بلغت، والآن تنطلق بنفسك وبمالك..؟؟

    فدلهم على المكان الذي خبأ فيه ثروته، وتركوه وشأنه، وقفلوا الى مكة راجعين..


    والعجب أنهم صدقوا قوله في غير شك، وفي غير حذر، فلم يسألوه بيّنة.. بل ولم يستحلفوه على صدقه..!! وهذا موقف يضفي على صهيب كثيرا من العظمة يستحقها كونه صادق وأمين..!!

    واستأنف صهيب هجرته وحيدا سعيدا، حتى أردك الرسول صلى الله عليه وسلم في قباء..


    كان الرسول حالسا وحوله بعض أصحابه حين أهل عليهم صهيب ولم يكد يراه الرسول حتى ناداه متهلاا:

    " ربح البيع أبا يحيى..!!

    ربح البيع أبا يحيى..!!

    وآنئذ نزلت الآية الكريمة:

    ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله، والله رؤوف بالعباد)..


    أجل لقد اشترى صهيب نفسه المؤمنة ابتغاء مرضات الله بكل ثروته التي أنفق شبابه في جمعها، ولم يحس قط أنه المغبون..

    فمال المال، وما الذهب وما الدنيا كلها، اذا بقي له ايمانه، واذا بقيت لضميره سيادته.. ولمصيره ارادته..؟؟

    كان الرسول يحبه كثيرا.. وكان صهيب الى جانب ورعه وتقواه، خفيف الروح، حاضر النكتة..

    رآه الرسول يأكل رطبا، وكان باحدى عينيه رمد..

    فقال له الرسول ضاحكا:" أتأكل الرطب وفي عينيك رمد"..؟

    فأجاب قائلا:" وأي بأس..؟ اني آكله بعيني الآخرى"..!!

    وكان جوّادا معطاء.. ينفق كل عطائه من بيت المال في سبيل الله، يعين محتاجا.. يغيث مكروبا.." ويطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا".

    حتى لقد أثار سخاؤه المفرط انتباه عمر فقال له: أراك تطعم كثيرا حتى انك لتسرف..؟

    فأجابه صهيب لقد سمعت رسول الله يقول:

    " خياركم من أطعم الطعام".
    **




    ولئن كانت حياة صهيب مترعة بالمزايا والعظائم، فان اختيار عمر بن الخطاب اياه ليؤم المسلمين في الصلاة مزية تملأ حياته ألفة وعظمة..

    فعندما اعتدي على أمير المؤمنين وهو يصلي بالمسلمين صلاة الفجر..

    وعندما احس نهاية الأجل، فراح يلقي على اصحابه وصيته وكلماته الأخيرة قال:

    " وليصلّ بالناس صهيب"..

    لقد اختار عمر يومئذ ستة من الصحابة، ووكل اليهم أمر الخليفة الجديد..


    وخليفة المسلمين هو الذي يؤمهم في الصلاة، ففي الأيام الشاغرة بين وفاة أمير المؤمنين، واختيار الخليفة الجديد، من يؤم المسلمين في الصلاة..؟

    ان عمر وخاصة في تلك الللحظات التي تأخذ فيها روحه الطاهرة طريقها الى الله ليستأني ألف مرة قبل أن يختار.. فاذا اختار، فلا أحد هناك أوفر حظا ممن يقع عليه الاختيار..

    ولقد اختار عمر صهيبا..

    اختاره ليكون امام المسلمين في الصلاة حتى ينهض الخليفة الجديد.. بأعباء مهمته..

    اختاره وهو يعلم أن في لسانه عجمة، فكان هذا الاختيار من تمام نعمة الله على عبده الصالح صهيب بن سنان..

    ..
    [/size]
    حور الدنيا
    حور الدنيا
    مراقبة الأقسام
    مراقبة الأقسام


    انثى
    السمك
    عدد الرسائل : 2313
    العمر : 37
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 Glg10
    نقاط : 1305
    تاريخ التسجيل : 26/10/2008
    السٌّمعَة : 49

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف حور الدنيا السبت مايو 30, 2009 1:22 am

    جميل اوي الاسم الجديد للموضوع


    ( الله يعرفهم )

    جزاكي الله خيرا ياشيماء
    shimaa
    shimaa
    نائبة المدير
    نائبة المدير


    انثى
    الحمل
    عدد الرسائل : 2031
    العمر : 38
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 310
    نقاط : 984
    تاريخ التسجيل : 25/10/2008
    السٌّمعَة : 52

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف shimaa السبت مايو 30, 2009 1:28 am

    ربنا يكرمك يادينا

    بس الحقيقه مش انا اللى اقترحته لازم ننسب الفضل لاهله دى كانت فكرة باشمهندس محمود

    لان عرفنا ان الحديث (بأيهم اقتديتم اهتديتم)ده حديث موضوع علشان كده غيرنا الاسم
    حور الدنيا
    حور الدنيا
    مراقبة الأقسام
    مراقبة الأقسام


    انثى
    السمك
    عدد الرسائل : 2313
    العمر : 37
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 Glg10
    نقاط : 1305
    تاريخ التسجيل : 26/10/2008
    السٌّمعَة : 49

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف حور الدنيا السبت مايو 30, 2009 1:30 am

    جزاه الله عنا كل خير


    ربنا يبارك في حضرتك يابشمهندس محمود

    اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
    7ob El-7iah
    7ob El-7iah
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    الثور
    عدد الرسائل : 2011
    العمر : 33
    مزاجك ايه النهرده : *الله يعرفهم* - صفحة 2 5510
    نقاط : 1424
    تاريخ التسجيل : 25/10/2008
    السٌّمعَة : 38

    *الله يعرفهم* - صفحة 2 Empty رد: *الله يعرفهم*

    مُساهمة من طرف 7ob El-7iah السبت مايو 30, 2009 1:52 am

    shimaa كتب:
    ربنا يكرمك يادينا

    بس الحقيقه مش انا اللى اقترحته لازم ننسب الفضل لاهله دى كانت فكرة باشمهندس محمود

    لان عرفنا ان الحديث (بأيهم اقتديتم اهتديتم)ده حديث موضوع علشان كده غيرنا الاسم

    وجزاكم ان شاء الله وانا مش عملت حاجة اوي ماشاء الله مجهودكم اللي ربنا يبارك فيه ويرزقكم الجنه بسببه


    حور الدنيا كتب:جزاه الله عنا كل خير


    ربنا يبارك في حضرتك يابشمهندس محمود

    اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

    ربنا يكرمك يا آنسة دينا

    والبركة فيكم والله

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 8:24 am